ظروف الهلال الصعبة التي صنعتها إدارة الهلال، إضافة إلى تخبط وتردد مدرب الفريق السيد كمبواريه، تغري أي فريق سيواجه الهلال؛ لأن الفرق لن تجد الهلال في أسوأ حالاته الإدارية والفنية، وتحديداً الدفاعية، كما هو حاصل الآن، وهي فرصة سانحة لغريمه التقليدي نادي النصر عندما يلتقي الهلال الأربعاء القادم. فالنصر على النقيض تماماً من الهلال يعيش استقراراً فنياً لافتاً بقيادة مدربه كارينيو وتحركاً إدارياً جيداً ومدروساً من رئيسه الأمير فيصل بن تركي، وكذلك النصر مكتمل عناصرياً بعودة جميع لاعبيه المصابين. بصراحة، لست من أنصار مقولة (في الديربي) تختفي الأمور الفنية وتتلاشى الفوارق الفنية؛ لأنني مؤمن بأن العمل الفني داخل الملعب هو ما يصنع الفارق مهما كان المتنافسان؛ لذا لا أستبعد انتفاضة صفراء تفرض سيطرتها على اللقاء، وتحاول أن تحقق إحدى (بطولاتها الموسمية) على حساب الزعيم الملكي، وتعمل على إيقاف سطوة الهلال في لقاءات الفريقَيْن المباشرة في السنوات الأخيرة، وتستعيد شيئاً من الذكريات النصراوية الجميلة، وهو الفوز على الهلال، إلا إذا شعر لاعبو الهلال بالمسؤولية، وقدموا مستوياتهم الحقيقية، وتخلص مدربه كمبواريه من التخبطات الفنية ومن تدخلاته خلال المباريات الكوارثية، وعمل على معالجة مشكلة فريقه الدفاعية، وابتعد رئيسه عن التغريدات الاستفزازية لجماهير فريقه، فعندها ستعود الأمور إلى نصابها الصحيح، ويستدرك الهلال وضعه في الدوري قبل فوات الأوان!! المنشطات أكبر من الأندية أكثر ما يؤسف له في قضايا المنشطات وتداعياتها هو تعاطي بعض المتأزمين والمتشنجين في الوسط الرياضي مع القضية عندما أقحموا الميول فيها حتى حولوها وكأنها فوز وخسارة بين ناديين، لدرجة أنهم يفرحون ويتباشرون إذا سمعوا أن اللاعب الفلاني في النادي المنافس قد ظهرت نتيجة كشف المنشطات الخاصة به إيجابية، بل يستعجلون صدور قرار الإيقاف، وربما يشككون فيه، إذا لم يكن القرار على هواهم!!.. وكأنهم تناسوا أن اللاعب المتورط في قضية المنشطات وراءه أسرة ليس لهم ذنب في تصرفاته السلبية، وقد يكون لديه عائلة دمَّرهم بسبب حماقته ولذاته الوقتية، وهذا ما يعنيني في هذا المقام وهذا المقال؛ لذا يجب أن تتغير نظرتنا لقضية المنشطات، ونرقى ونسمو بطرحنا حولها حتى نوجد الحلول المناسبة والعاجلة للحد منها، ولاسيما أنها بدأت تشكّل ظاهرة، وبدأنا نفقد مواهب كروية سعودية قادمة، ولأنها قضية وطنية أكثر من أنها نزاعات وصراعات أندية.. من أهم وأجدى الحلول السريعة دعم اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات مادياً ومعنوياً؛ لتقوم بعملها على أكمل وجه، خاصة أن هذه اللجنة والعاملين فيها من أفضل وأنشط وأنزه اللجان، ويُحسب لهم صمودهم وجسارتهم ووقوفهم ضد المحاولات المتكررة على إضعافهم وإركاعهم.. وبالنسبة لإدارات الأندية يجب عليهم تفعيل الفحص الدوري المفاجئ على اللاعبين؛ لأنه أكبر وأهم رادع للاعبين، وأكثر أهمية من محاضرة توعوية (نظرية)، إضافة إلى تأييد خطوات لجنة المراقبة على المنشطات؛ لكي يعلم اللاعب أن حتى إدارة ناديه ستقف ضده عندما يسلك الطريق الخطأ، ويقع في المنشطات. أحمد عيد وموقفه من الاتحاد يبدو أن الأستاذ أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم (المنتخب) ما زال يتعامل مع الأمور داخل أروقة الاتحاد السعودي على أنه محسوب على النادي الأهلي، ويحاول ويجتهد بنفي هذه الحقيقة من خلال مجاملة نادي الاتحاد الغريم التقليدي للأهلي من خلال تجنب الدخول مع الاتحاديين في مواجهة مباشرة، ووضح هذا في أكثر من موقف، وآخرها عتابه للمتحدث الرسمي في الاتحاد السعودي الجديد الأستاذ عدنان المعيبد الذي تحدث بكل صراحة وشفافية عن سبب إبعاد لاعب الاتحاد أحمد عسيري (الانضباطي) من معسكر المنتخب خلال بطولة خليجي 21!!.. حقيقة لست ضد أحمد عيد، ولكن أتمنى أن يخرج من جلباب الأهلي والاتحاد؛ لأن هناك 12 نادياً غيرهما تقع تحت مسؤوليته، ويجب أن يكون التعامل معها سواسية؛ لذا أتمنى من الأستاذ أحمد عيد أن يغير من موقفه تجاه نادي الاتحاد، ويعامله كما يعامل البقية، وينظر له كما ينظر للآخرين؛ لكي لا يحرج في تطبيق الأنظمة والقوانين على الجميع، خاصة أن أصوات رسمية من الأندية بدأت تظهر وتنتقد ما يقوم به الأستاذ أحمد عيد كما صرح مؤخراً رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي حول تلك المجاملات قائلاً «النصر سجّل لاعبيه دون الحصول على استثناءات أو تمديد مدة الفترة لتسديد الاستحقاقات!!»، وربما يخرج آخر ويطالب في مجاملته كما حدث في قضية لاعب الاتحاد امبامبي الذي تم إيقافه مباراة (واحدة فقط) بالرغم من شناعة فعله المشين ضد لاعب النصر خالد الزيلعي!! نقاط سريعة ** الهلال واضح أنه يعاني دفاعياً، ومع ذلك تأخرت الإدارة الهلالية في التعاقد مع مدافع بديل لمانجان، وتأثر الهلال من جراء هذا التأخر في مباراة الاتفاق، وخسر الفريق نقاط المباراة لأسباب دفاعية بحتة! ** حملات دعم المنتخب الإعلامية لن تنجح مع احترامي وتقديري للقائمين عليها؛ لسبب بسيط هو أن المذيعين والمتبنين لهذه الحملة أنفسهم هم من سيفشلونها؛ لأنهم يستضيفون في برامجهم المتشنجين والمحتقنين والمضطربين الذين كانوا من أهم أسباب إخفاقات ونكسات المنتخب في السنوات الأخيرة!! ** ما يؤسف له أن الكفاءات والكوادر الإدارية المتميزة السعودية تجد الدعم والتقدير من الاتحادات والهيئات الخارجية، بينما تلقى هنا من بعض المنتمين للوسط الرياضي التقليل والتشكيك في عملهم وحتى نزاهتهم، كما حصل مع الدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي والأستاذ بدر السعيد الأمين العام للجنة السعودية للمراقبة على المنشطات!! ** لغة وطريقة حديث اللاعب علاء الكويكبي عن إيقافه من لجنة المنشطات توحي بأنه معبأ، وقال ما قيل وكتب له؛ لأنه سار في التوجه ذاته نحو محاولة تطفيش الأمين العام للجنة المراقبة على المنشطات!! ** الدكتور صالح القمباز رئيس اللجنة السعودية للمراقبة على المنشطات لم ولن يكون الأخير الذي يشيد بفكر ورقي تعامل الهلاليين مع القضايا الرياضية، والسبب ببساطة أن الهلاليين لا يجيدون الصراخ والضجيج في الإعلام، ولا يعرفون تقمص دور الضحية كما يفعل غيرهم!! [email protected] -- [email protected] للتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan