حذَّرت الأستاذة الدكتورة بلقيس داغستاني أستاذة رياض الأطفال بجامعة الملك سعود من وسائل التربية الخاطئة وخطورة خلو الجامعات من كليات متخصصة برياض الأطفال لتكون العواقب وخيمة ويجني أثرها الصغار والكبار معا لتصبح الأسرة في مهب الريح. وعن التخصصات في مجال رياض الأطفال في الجامعات قالت الدكتورة بلقيس: رغم أن جامعة الملك سعود تحمل تصنيفا عالميا إلا انها لا يوجد بها قسم للطفولة المبكرة حتى الآن، بل تفاقم الأمر وتم ضمنا داخل قسم «السياسات التربوية», فكيف نخرج معلمات رياض أطفال من قسم السياسات التربوية. ولو ألقينا نظرة على أوضاع الجامعات العالمية العربية نجد أغلبها بها كليات وأقسام للطفولة المبكرة من واقع تخريج وتأهيل معلمة متميزة تغرس المناهج العلمية للصغار بأسلوب تربوي متميز نظراً لأهمية هذه المرحلة والحاجة إلى التخصص فيها. وهذا يتيح فرص عمل متنوعة في مجال تربية ورعاية الطفل والتربية الأسرية. ومن هنا أناشد ولاة الأمر وأتمنى وجود كلية للطفولة المبكرة. واقترح تخصصات متنوعة منها تربية وتعليم الرضع والفطم (من الميلاد وحتى سن الثالثة). وهذه مرحلة غير موجودة في مجتمعنا، ونحن في أمس الحاجة لها بدل من ترك أطفالنا مع الخادمات لأنها لا تقتصر على الرعاية فقط بل مهارات تنمي الاستعداد للتعلم وتنمي الدماغ. وهذا يتيح فرص عمل متنوعة لحواء مثل أخصائية لعب في المستشفيات، وأخصائية التدخل المبكرة، وأخصائية رعاية الطفل والأسرة، والتخصص الأساسي هو معلمة الطفولة المبكرة وهو مسار عام. أخصائية متحف الطفل، أخصائية تغذية الطفل، أخصائية التربية الوالدية، أخصائية إعلام الطفل. وكلها وظائف المجتمع في أشد الحاجة إليها نظرا لأهميتها في تشكيل وجدان الصغار من خلال أساليب علمية وتربوية حديثة. * لكن كيف يمكن اكتساب الطفل المهارات السليمة في ظل اختفاء المناهج العلمية والتربوية المتميزة. - ترد أ. د. بلقيس: هناك مؤلفات عدة تهتم بهذا المجال أو تطرح الكثير من الحلول وآخرها ما صدر لي بعنوان «كيف تربي شخصية طفلك» والكتاب يقدم نصائح عملية وإرشادات وأنشطة للآباء لكيفية بناء شخصية أطفالهم البناء التربوي السليم، أيضا جار حالياً ترجمة كتاب يتعلق بمناهج الأطفال من الميلاد وحتى الثالثة من الإنجليزية إلى العربية بتكليف من مكتب التربية لدول الخليج. والواقع يؤكد أن هناك توجها عاما جارفا نحو المتخصصين من الغرب وإحضارهم كمتحدثين رسميين في المؤتمرات العلمية بمبالغ باهظة رغم وجود علماء وأكاديميين سعوديين وعرب متميزين، فرغم أن التعاون الدولي مطلوب للاطلاع على التجارب الأخرى والاستفادة منها، ولكن ليس بهذه الطريقة. فخلال مؤتمر استضافته الرياض في نفس التخصص وجدت أنه لا يوجد جديد لدى هؤلاء وكلها معلومات معروفة. وهذا يتضح خلال المؤتمر الإقليمي الثالث للطفولة الذي ناقش قضايا الأمان الأسري وحضره أربعة وزراء ولكنه شهد غياباً كبيرا من أكاديميات الجامعات الكبرى كجامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة وجامعة الأمير سلطان وجامعة دار العلوم وجامعتي الفيصل واليمامة رغم توفر خبرات بهذه الجامعة أفنين عمرهن في العمل الأكاديمي عامة والطفولة بشكل خاص ولهن باع طويل في مجال التعليم والطفولة والصحة ورغم ذلك لم يستعن بتجاربهن ولا خبرتهن. * في السنوات الأخيرة ضعفت ثقافة السلامة في المنازل نتيجة فقدان الوعي الوقائي بالمخاطر المنزلية ليكون الطفل من ضحاياه ومتضرر منه فكيف نرتقي بمستوى الوعي وتطبيق متطلبات السلامة في منازلنا؟ - ترد أ. د. بلقيس داغستاني خبيرة الطفولة بأن إحصائيات الدفاع المدني تؤكد أن 65% من الحوادث خلال العامين الماضيين وقعت نتيجة عدم توفر متطلبات السلامة وعبث الأطفال لأن 90% من المنازل لا تتوفر فيها أجهزة إنذار عن الحريق أو حقائب إسعاف نتيجة عدم القناعة والتهاون بها. وتضرب مثلاً على ذلك بأن إحصائيات الدفاع المدني الأمريكية أكدت على وقوع 35 ألف حادث حريق سنوياً بسبب الأطفال نتيجة فضولهم وضعف الرقابة المنزلية عليهم نتيجة فقدان الخبرة، وهذا يتطلب توعية شاملة في كافة وسائل الإعلام وتنظيم الرحلات المدرسية لمراكز الإطفاء للتأكيد على وسائل الأمان وتعزيز دور اللأسرة ومراجعة كل مؤسسة لخطط الطوارئ وإعادة الحسابات في أهمية التعامل مع الأزمات والطوارئ وتبني ثقافة السلامة الوقائية في المنزل والمدرسة والأسواق وغيرها.