تُوضح الجداول مقارنة بين أداء دول المنطقة العربية، وأداء دول منطقة اليورو، والمعروف للجميع أن منطقة اليورو قد تكوَّنت في الأول من يناير 1999 (رغم أنها امتداد لجهود تكامل سابقة)، ويوجد فيها حالياً 17 دولة بعدد سكان يفوق 332 مليون نسمة، في حين أن جامعة الدول العربية تكوَّنت في العام 1945م، وتضم حوالي 22 دولة، ويصل عدد سكانها إلى 348 مليون نسمة، فإلى ماذا وصلت منطقة اليورو الآن؟.. وكيف هو وضع جامعة الدول العربية الآن؟.. وبخاصة في الشأن الاقتصادي الذي يُعتبر التوافق فيه أسهل كثيراً من التوافق السياسي؟ الأداء الاقتصادي العربي يكاد لا يُقارن بالأداء الاقتصادي لمنطقة اليورو، وذلك رغم كل الموارد والإمكانات التي يمتلكها العالم العربي، ورغم الأنهار والثروات الطبيعية التي تغيب عن العالم الأوربي، فبعض الدول الأوربية لا تمتلك زراعة ولا صناعة ولا أي موارد طبيعية ومع ذلك، تمكَّنت عبر التعاون الاقتصادي من إحراز تكامل في الموارد المتركزة في بعضها والمفتقدة في بعضها الآخر، لكي تصل إلى ناتج إجمالي يبلغ 12 تريليون دولار، مقابل تريليوني دولار للدول العربية جميعاً، رغم أن الأولى لا تزيد عن 17 دولة، مقابل 22 دولة عربية. نجاح منطقة اليورو يُمكن ملاحظته جلياً منذ نوفمبر 2008م عندما دخلت في مرحلة ركود حاد، وذلك بعد معاناة طويلة، وانهيار مؤسسات كثيرة بسبب الأزمة المالية العالمية، بل ظهرت مشكلة مديونية عميقة في بعض الدول الأوربية مثل اليونان والبرتغال وغيرها، ولكن دعنا نرى كيف تُعالج المشكلات المحلية فيها، تُعالج في سياق أوربي.. وينبغي معرفة لو أن منطقة اليورو كانت دولة واحدة، فإنها كانت ستكون الآن أقوى اقتصاد بالعالم.. وينبغي معرفة أنه لولا الإيرادات الكبيرة التي حققتها دول الخليج خلال عامي 2009-2010م لربما عانت الدول العربية (في مجملها) من ركودٍ حادٍ نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية. - مستشار اقتصادي [email protected]