رأس «الفيفا» رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الأسبوع الماضي كان في السعودية لحضور «منتدى الاستثمار الرياضي الثالث» برعاية الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وبحضور هذا الرجل»بلاتر» وضعنا حبل «المشنقة» بأيدينا على عنق «رياضتنا» دون أن نشعر؟؟!! غادر جوزيف بلاتر السعودية وعاد إلى مكتبه ومعه ملف يحتضن كل أوراق عمل المنتدى إلا ورقة واحدة فهي في يده سوف يجعلها قريبة منه ويحتفظ بها لوقت الحاجة ك»أداة ضغط» على رياضتنا، ولا أستغرب أنه سيأتي يوماً وجوزيف بلاتر «يساوم» المسؤولين عن رياضتنا في شيء ما من أجل أن يتغاضى عن هذه «الورقة» طيلة فترة رئاسته. فالرجل عرف عنه «رجل مصالح» وصديق اليوم قد يكون عدو المستقبل لو وقف في طريق مصلحته كائن من كان؟؟؟!! «طالب رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية الأستاذ عبدالرحمن الراشد أمام جوزيف بلاتر بالسماح للنساء بالسعودية بالحضور للملاعب، ومشاهدة المباريات مع أُسرهن». هذه الورقة طرحت خلال «منتدى الاستثمار الرياضي الثالث بالسعودية». قد يكون لا قيمة لهذه الورقة اليوم ولكن بيننا المستقبل، وهذا «رهان» والأيام بيننا أن «الفيفا» سوف يناقش ويفتح ملف «رياضة كرة القدم النسائية في السعودية» كلاعبة في المستطيل الأخضر أو جمهور في المدرجات أو عضوة في مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم؟؟!! لست أنا من «يقرأ الكف» أو «فاتح الفال» من يدعي معرفة «المستقبل», بل مجرد متابع لحجم الضغوط التي تتعرض لها رياضتنا من جهات حقوقية أو وكالات ووسائل إعلام عالمية، وها هي قناة CNN الأمريكية في أغسطس الماضي أفردت تقريراً موسعاً حول منع المرأة في السعودية من ممارسة الرياضة بصورة رسمية، كتب هذا التقرير جوسلين سيزاري كبير الأساتذة في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز ومدير برنامج الإسلام في الغرب بجامعة هارفارد، جاء ضمن تقرير CNN بالنص: «منع المرأة السعودية بشكل عام الحق في ممارسة الرياضة, المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع الفتيات من المشاركة في الألعاب الرياضية في المدارس الحكومية, يسمح التربية البدنية في المدارس الخاصة فقط, لا يسمح للنساء اللعب في الأندية الرياضية الرسمية أو حتى مشاهدة المباريات في ملاعب كرة القدم، وتعقد منافسات بالكرة الطائرة وكرة السلة في المدارس الخاصة والكليات الأهلية سراً». وإن كان تقرير CNN مر على نشره ثلاثة أشهر إلا أنه ما زال حتى اليوم في أمريكا له صداه ويناقش بين في فترة وأخرى في الصحف الرياضية الأمريكية وفي برامج رياضية عالمية شهيرة. وعطفاً على الحراك الإعلامي الدولي في هذا الملف نشرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الأسبوع الماضي 3 يناير 2013م تقريراً نصه: (قال أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في مقابلة خاصة مع «سكاي نيوز عربية» إنه «إذا رأى أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم أن هناك أهدافاً إيجابية لوجود امرأة في عضوية الاتحاد فلِمَ لا.. أتمنى أن أرى بناتنا يدعمن المسيرة الرياضية ويمارسن حقوقهن كاملة في كل القطاعات». وتابع عيد: «المرأة شقيقة للرجل في المجتمع وأرحب بممارستها الرياضة بما يحفظ صحتها ومكانتها.. كنت سعيداً عندما شاهدت فتاتين سعوديتين في أوليمبياد لندن قدمتا حضوراً مميزاً في البطولة»). لا يخفى على أحد بأن ملف الرياضة النسائية بالسعودية، ليس ملفاً جديداً تتناوله جهات حقوقية خارجية كمنظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان بين فترة وأخرى، ولقد نجحت مساعيها وضغوطها في خضوع اللجنة الأولمبية الدولية لتجبر السعودية بإلزامية مشاركة نسائية في أولمبياد لندن الماضي. جوزيف بلاتر رئيس «الفيفا» لا يختلف عن ولد عمه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ جميعهما عيونهما «خضراء» ويشتركان في هدف واحد هو الجلوس على كرسي السلطة لفترة طويلة؟؟!! لا أستبعد أن بلاتر «سيصاب بعدوى» مصدرها جاك روغ في القريب العاجل بأن يمارس ضغوط على الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن السماح للمرأة بالسعودية بممارسة الرياضة؟؟!! وجميعنا يعلم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم في قالبه الجديد يعيش تحت جلباب»الفيفا» وهو مرجعه الوحيد والاتحاد ملزم بتطبيق قوانين وأنظمة اللعبة التي يشرعها «الفيفا» وليس لاتحادنا أي حق بأن يطلب من «الفيفا» أن يفصل له أنظمة وقوانين تختلف عن الآخرين؟؟!! ماذا سيفعل اتحاد «عيد» لو السيد بلاتر وجه بتنفيذ مطالبة رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية الأستاذ عبدالرحمن الراشد بالسماح للنساء بالسعودية بالحضور للملاعب، ومشاهدة المباريات مع أُسرهن؟؟!! وماذا سيفعل «عيد» لو فاز بكرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي شخص رفض اتحادنا الوقف معه فترة الانتخابات والتصويت له فأراد هذا الرئيس الجديد للاتحاد الآسيوي أن ينتقم بإصدار قرار «الدولة التي تمنع حضور النساء في مدرجاتها لا يسمح لها بالمشاركة في البطولة الآسيوية للأندية والمنتخبات»؟؟!! وماذا سيفعل الاتحاد السعودي لكرة القدم لو أصدرت «الفيفا» قراراً «بأنه سوف يصاحب كل بطولة لكأس العالم منافسات نسائية والدول التي ليس لها منتخبات نسائية سوف يمنع مشاركتها»؟؟!! وماذا سيفعل «عيد» واتحاده والجمعية العمومية أيضاً لو «الفيفا» حدد عاماً واحداً فقط لتفعيل قرار «تأسيس أندية نسائية بالسعودية وحضورها للمباريات في الملعب وعضويتها بالاتحاد», عاماً واحداً فقط لتفعيل قرار «الفيفا» أو تجميد أنشطة اتحادنا؟؟!! لكي لا نجعل ملف الرياضة النسائية بالسعودية «حبل مشنقة» يهدد رياضتنا يجب أن يتفهم القائمون على رياضتنا بأن المرحلة الحالية مختلفة ويجب أن نكون أكثر مرونة, فالمرأة اليوم ليست كمرأة الأمس فهناك الكثير منهن يعشقن الرياضة ممارسة وتشجيعاً، فلنتأمل مباريات منتخبنا بخليجي 21 بدولة البحرين وحضور مشجعات سعوديات في المدرجات بشكل كبير وملفت، فلماذا تحضر خارجياً لدعم وطنها ونمنعها داخلياً لتدعم الوطن؟؟!! مجابهة قضايانا بأنفسنا يمنحنا فرصة أكبر لوضع حلول مناسبة قبل أي ضغوط خارجية تجبرنا على الخضوع لقراراتها, وفي مثل هذه القضايا روح المبادرة وعدم التسويف يكون حلاً جذرياً له الأثر الإيجابي، فهناك اجتهادات فردية أسست أندية نسائية رياضية بصورة غير رسمية لا تحتاج إلا أن تعترف بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بأنها أندية تحت مظلتها خاصة أن مجلس الشورى السعودي منذ أكثر من عامين لقد وافق على قرار تأسيس أندية نسائية بالسعودية, وما أجمل عندما يكون المسؤول صاحب سلطة وقوة فلا يتردد ولا يخشى تياراً معارضاً يتمسك بحجج واهية... فأعقلها وتوكل يا نواف؟؟!! خارج النص: السماء بعد المطر جميلة لأنها تحتضن سبعة ألوان»قوس قزح», وما أجمل الوطن عندما تتعدد أطيافه فليكن لدينا «سميرة» ضد رياضة المرأة و»سعاد» في مدرجات الملعب تشجع المنتخب؟؟!! ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك. [email protected] مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri