المنامة - موفد الجزيرة - أحمد العجلان: تلجأ معظم المنتخبات الخليجية إلى المدرب الأجنبي باعتباره الأنسب والأفضل ولا تثق في المدرب الوطني إلا في حالات الطوارئ في أغلب الأحيان لكن الجولة الأولى من كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 21) جاءت مخالفة لهذه المفاهيم كثيرا. وبعد انتهاء أول أربع مباريات بواقع مباراتين في كل مجموعة لفت منتخب الإمارات الأنظار بعرضه الهجومي السلس وفوزه على قطر 3-1 وكذلك منتخب العراق بأسلوبه الدفاعي المنظم وتفوقه على السعودية 2-صفر. والفضل في ذلك يعود بشكل كبير إلى المدرب الإماراتي مهدي علي والمدرب العراقي المؤقت حكيم شاكر. وبعيدا عن الإمارات والعراق تعادلت البحرين مع عمان في افتتاح كأس الخليج في مباراة مملة بينما احتاجت الكويت المدافعة عن اللقب أكثر من ساعة حتى تفك شفرة الدفاع اليمني وتفوز 2-صفر. وتأخرت الإمارات بهدف قبل أن تنتفض وترد بثلاثية بفضل النزعة الهجومية الواضحة والتجانس التام بين اللاعبين الشبان الذين يلعبون معا منذ فترة طويلة بداية من منتخب الشباب ومرورا بالمنتخب الأولمبي. وقال عدنان الطلياني المشرف على منتخب الإمارات: «مهدي أصبح لديه خبرة طويلة بعد خوض كأس آسيا للشباب ونهائيات أسياد (دورة الألعاب الآسيوية) وأولمبياد لندن وأصبح لديه خبرة.» وأضاف «يعرف (المدرب) كيفية التعامل مع الفرق الأخرى وأثبت أنه مدرب يدرس الفرق الأخرى.» وصنع المدرب علي فريقا يستحق الثقة وحقق نتائج رائعة منذ فوزه بكأس آسيا تحت 19 عاما في 2008. كما بلغت الإمارات مع علي نهائي دورة الألعاب الآسيوية في 2010 وقدمت عروضا قوية في أولمبياد 2012 وأصبحت نواة المنتخب الإماراتي حاليا من لاعبي تلك التشكيلة الشابة وبقيادة الموهوب عمر عبدالرحمن. وردا على سؤال حول تألق المدرب الوطني قال الطلياني إن هذه ليست قاعدة ثابتة بل يتوقف الأمر على تاريخ وخبرة المدرب نفسه. وأضاف أحد أبرز لاعبي منتخب الإمارات سابقا «هناك مدربون مواطنون ما نجحوا وهذا يتوقف على كفاءة المدرب بغض النظر عن الجنسية. هذه محطة أولى ونرى ما سيحدث في المحطات المقبلة من البطولة.» ولم يعد غريباً أن تشهد التشكيلة الأساسية للإمارات لاعبين شبان من عينة عمر عبدالرحمن وحمدان الكمالي وأحمد خليل وعلي مبخوت في حين جلس القائد المخضرم إسماعيل مطر على مقاعد البدلاء في الجولة الأولى قبل أن يشارك في الدقائق الأخيرة. وخرج العراق بالنقاط الثلاث أيضا في إعادة لنهائي كأس آسيا أمام السعودية التي استحوذت على الكرة لفترات طويلة لكن دون أن تتمكن من خلق فرص عديدة على مرمى الحارس نور صبري. واستفاد العراق من ضربتي رأس للمدافع سلام شاكر وأسامة هوساوي مدافع السعودية بطريق الخطأ في مرماه وبواقع هدف في كل شوط. ورغم عودة القائد المخضرم يونس محمود إلى تشكيلة العراق بعد غياب قصير يبقى الفريق يعتمد في الأساس على لاعبين شبان من عينة أحمد إبراهيم وعلي عدنان وهمام طارق ووليد سالم. وعلى نفس طريقة الإمارات ظهرت التشكيلة الشابة للعراق بقيادة شاكر عندما بلغ الفريق المباراة النهائية لكأس آسيا تحت 19 عاما قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام كوريا الجنوبية في رأس الخيمة. وعين شاكر لتدريب العراق في بطولة غرب آسيا في الشهر الماضي بعد الانفصال عن البرازيلي زيكو وبعد الوصول إلى الدور النهائي أسندت المهمة إلى هذا المدرب الوطني في كأس الخليج بشكل مؤقت. وقال شاكر «الحمد لله والشكر علينا أن نؤمن أن هناك تغييراً كبيراً في الكرة العراقية والحمد لله ربما أكون أحد أدوات هذا التغيير». وردا على سؤال حول إمكانية الاستمرار مع المنتخب الأول قال شاكر: «أنا مدرب منتخب الشباب وما زلت أقول إنه على الاتحاد العراقي أن يجلب مدربا للمنتخب الوطني لكوني مدرب طوارئ وأفتخر أني مدرب طوارئ ولبلدي.» وأضاف: «في هذه الظروف لبيت الدعوة وسأكون جنديا مطيعا للكرة العراقية حتى أتمكن من استكمال مشوار الأساتذة الكبار الذين سبقوني في المنتخبات الوطنية.» وحتى يتشابه موقف العراق مع الإمارات تماما سيتعين على الاتحاد العراقي تعيين شاكر بصفة دائمة كما حدث مع المدرب علي الذي كان يتولى المسؤولية في البداية بشكل مؤقت قبل تثبيته في منصبه.