تمكَّن الفريق الطبي الجراحي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان من إنقاذ طفلة حديثة الولادة (يبلغ وزنها 3 كجم)، كانت تعاني من ضيق وانسداد خلقي في الحنجرة، أدى إلى عدم القدرة على التنفس بصورة طبيعية. ذكر ذلك الدكتور جهاد أبو دية استشاري جراحة الأطفال الحاصل على الزمالة البريطانية. وأضاف بأنه تم عمل العديد من الفحوصات الطبية العاجلة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وكانت الطفلة تعاني شحوباً شديداً في الوجه؛ ما يشير إلى إحدى علامات الاختناق؛ ما استدعى وضع أنبوب للتهوية (التنفس الصناعي)، ولكن انسداد الحنجرة حال دون ذلك، ومن ثم تم اللجوء إلى استخدام ماسك للحنجرة (قناع) كحل مؤقت للتهوية. بعد ذلك تم إجراء الأشعة المقطعية (C.T. Scan) والتصوير بالمنظار البصري الليفي وأشعة الرنين المغناطيسي (M.R.I)، وأكدت هذه الفحوصات وجود ضيق شديد في الحنجرة بالمنطقة الواقعة تحت الحبال الصوتية، وعلى الفور تم اتخاذ قرار إجراء العملية لإنقاذ حياة الطفلة. وعن الجراحة قال الدكتور أبو دية إنها استغرقت 20 دقيقة، تم فيها إجراء عملية فتح مباشر للقصبة الهوائية لتسهيل دخول الهواء للمجرى التنفسي وإنقاذ الطفلة، ومن ثم عمل قسطرة بالقصبة الهوائية وإعطاء الأدوية اللازمة للبقاء على وجه الحياة ومنع حدوث مثل هذه التضيقات مجدداً، والتغلب على هذا العيب الخلقي. من جانبه قال الدكتور جيري كوبا استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة الحاصل على البورد الألماني والمشارك في العملية إن الجراحة تمت بنجاح تام؛ حيث شهدت الطفلة تحسناً ملحوظاً في صحتها وعودة التنفس لوضعه الطبيعي، وقد سمح لها بالخروج من المستشفى بعد الاطمئنان على حالتها الصحية ومراقبة علامتها الحيوية. واعتبر الدكتور كوبا أن هذه الحالة تعد من الحالات الصعبة والخطيرة التي تواجه الأطباء، موضحاً أن هذا النوع من العيوب الخلقية يبقى في الخفاء، ولا يظهر إلا بعد الولادة مباشرة، ويواجه الغالبية العظمى منهم خطر الوفاة.