من أراد أن يرفه عن نفسه بعد أن يكون مثقلا بالجراح والآلام التي أحدثت شرخاً في مشاعره جراء القتل والإبادة الجماعية والتدمير العشوائي الذي يتعرض له الشعب السوري، فليترك الفضائيات بجميع أنواعها، وليتجه إلى الإخبارية السورية.. لقد فعلت ذلك فوجدت الكآبة التي كانت تتلبسني تحولت إلى قهقهة لا شعورية مما شاهدته وسمعته بتلك القناة المغيبة عن العقل والواقع.. وأثناء مشاهدتي الممتعة لتلك القناة العظمى تذكرت على الفور نظيرتها الليبية قبل سقوط معمر القذافي، حيث يقول أحد ضيوف برنامج الدجل والتسطيح الذي يطبل للأسد: (إن الأسد ليس رئيس دولة وإنما هو رمز وزعيم وطن مقاوم ورئيس للرؤساء في منطقة الشرق الأوسط). ويضيف من وصف بالمحلل السياسي: (إن الأسد سيحافظ على ما تبقى من الشرف العربي ولن يفرط في قيادة سوريا لأنه لو لا سمح الله سقط فإن العرب جميعا سيتهاوون ويصبحون لقمة سائغة لإسرائيل بل وستكسر شوكة الإسلام وتضيع الأمة الإسلامية وتنسلخ من هويتها وعقيدتها). لقد ذهلت وتحول لدي الضحك إلى ما يشبه الهستيريا، أيعقل أن يكون بشار الأسد منقذ الكون والناس؟! أم أن بشار كذب وكذب وعلم أتباعه الكذب حتى أصبحوا يكذبون بدون وعي!! أما الضيف الآخر المتوشح بعلم النظام وصورة القاتل فماذا قال في جيش بشار؟ قال ويا للعار ليته ما قال: (إن الجيش العربي السوري هو أشرف خلق الله على الأرض، وإذا أردنا نحن الشعب السوري أن نقدره ونعطيه حقه فلنلعق أحذيته). هل سمعتم بإهانة ذاتية أكبر من هذه الإهانة؟؟ هل هناك استعباد بشري وصل إلى أن يجعل الناس يفاخرون بلعق أحذية العسكر الذين يقتلونهم؟؟ ثم تأتي الضيفة الناعمة فتقول: (بشار الأسد رجل ملهم وشجاع ولن يستطيع أحد هزيمته حتى لو تجمعت على سوريا جميع القوى الدولية بجيوشها وعتادها، لأن الأسد مخلوق لصد إسرائيل ومنعها من ابتلاع العرب، لكن العرب أغبياء لا يدركون هذه الحقيقة). بالله عليكم ألا يحق لي توجيه الدعوة لكم لممارسة الضحك والترفيه الكوميدي مع الإخبارية السورية؟ جربوا، وشر البلية ما يضحك. [email protected]