تستمر الاحتجاجات ضد نظام المالكي، فمنذ أكثر من أسبوع يتدفق آلاف من أهل السنة إلى شوارع العراق، حيث يتهمونه بالتمييز ضد السنة وبأنه يخضع لنفوذ إيران. فقد أدت هذه الأحداث إلى احتمال زعزعة اتفاق تقاسم السلطة في الوقت الذي يوجد فيه رئيس البلاد جلال الطالباني الذي يمثل قوة معتدلة في ألمانيا للعلاج بعد إصابته بجلطة. ومحافظة الأنبار هي مهد الاحتجاجات، وهي معقل للسنة في غرب العراق، ويغلق المتظاهرون طريقاً سريعاً رئيساً إلى الأردن وسوريا. وفي مقابلة أجريت مع المالكي يوم الاثنين قال إن هناك أجندات أجنبية وراء الاحتجاجات التي قال إنها «غير دستورية». وقال المالكي «أقول لأصحاب الأجندات لا تتصوروا أنه صعب على الحكومة أن تتخذ إجراء ضدكم أو أن تفتح الطريق وتنهي القضية». وأضاف «لقد صبرنا عليكم كثيراً ولا تتوقعوا أن المسألة مفتوحة». ويطالب المحتجون بإنهاء ما يعتبرونه تهميشاً للأقلية السنية التي كانت تهيمن على العراق حتى الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 وأسفر عن الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. وهم يريدون من المالكي إلغاء قوانين مكافحة الإرهاب التي يقولون إنه استغلها في ملاحقة الخصوم السياسيين مثل طارق الهاشمي نائب الرئيس وهو من السنة والذي فر بعد اتهامه بتشكيل فرق اغتيالات وحكم عليه غيابياً بالإعدام. وتجدد غضب السنة بعد أن أعاد المالكي للأذهان ذكرى تلك الواقعة عندما احتجز حراس وزير ماليته السني رافع العيساوي بعد ساعات من مغادرة الطالباني البلاد للعلاج. وقال الشيخ خالد الملا رئيس علماء العراق الذي يشارك في مفاوضات بين المحتجين والحكومة إن المالكي استجاب لأحد مطالب السنة. وأضاف الملا «في أول اجتماع لنا مع المالكي أخذنا منه عهداً وكلاماً أن النساء اللواتي اتهمن أو حكم عليهن بقضايا جنائية سوف يكتب بهن عفواً خاصاً ويذهب به إلى رئاسة الجمهورية والرئاسة سوف تصادق على العفو الخاص في القضايا الجنائية فقط.» وذكر أن عدد السجينات في السجون العراقية 920 وأضاف أن نحو 700 منهن يمكن الإفراج عنهن. وفي غضون ذلك أعلنت الشرطة العراقية مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين أمس الأربعاء جراء انفجار سيارة مفخخة مركونة استهدفت مجاميع من الشيعة على الطريق الرابط بين بغداد والحلة 100 كلم جنوب بغداد، وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية إن «سيارة مفخخة مركونة على طريق المرور السريع بين بغداد والحلةنفجرت مستهدفة مواكب الزوار الشيعة لإحياء أربعينية الإمام الحسين ما تسبب في حصيلة أولية في مقتل اثنين وإصابة 8 آخرين حالة عدد منهم خطرة». وفي ذات السياق قتل ثلاثة أشخاص برصاص مسلحين في حادثين منفصلين بمدينة الموصل التي تقع على مسافة 400 كيلومتر شمال بغداد. وقالت مصادر أمنية «إن مسلحين أطلقوا الرصاص على نقطة تفتيش للجيش العراقي في قرية التبانة جنوبي مدينة الموصل مما تسبب في مقتل اثنين من عناصر الجيش». وبحسب المصادر، قتل مواطن من الطائفة الشبكية برصاص مسلحين في حادث منفصل في منطقة الرشيدية شمالي مدينة الموصل.