يهتم رجال التربية والتعليم بتحديد ورصد الكفايات التعليمية في العملية التعليمية ويقصد بالكفايات التعليمية كفايات المعارف والمهارات التربوية, ومنها الأهداف التعليمية وتصميم المنهج بعد تحديد عناصره والتعرف عليها بحيث يمكن شرح العلاقة بين تلك العناصر بغية إعداد صياغة منهجية تسهم في إيصال المعلومة للطالب كما ينبغي أن تكون, والبحث في فاعلية التعليم يقودنا الى النظر في البعد الاقتصادي الذي وجد مجالا واسعا له في الأدبيات التربوية، فظهرت الدراسات التي تتناول رأس المال البشري، وكلفة التعليم، وإنتاجيته وفاعليته، وعائداته, أصبحت هذه العبارات مألوفة في الكتابات التربوية إلى جانب ابرز فروع الفكر التربوي وهو اقتصاديات التربية، والتخطيط التربوي، والتنمية البشرية، والتحقق من هذه المفردات في العمل التربوي, وفي ظل النداءات بأن تغير المدرسة من أهدافها، وطرقها، وان تعلم التلاميذ كيف يتعلمون لكي يواصلوا تعليمهم الرسمي وغير الرسمي يصبح البعد الاقتصادي هاجس التربويين فالتغير والتغيير في البنية المدرسية وفي التمدرس نفسه اكثر كلفة مالية، وجهدا بشريا فالمطلوب من المدرسة في ظل تدفق المعلومات، وتطور وسائل الاتصال، والتداخلات الإعلامية في الشؤون التربوية يتطلب أن تنمي المدرسة قدرة التلاميذ على الانتباه والملاحظة والبحث والقدرة على التقصي والتحليل والتركيب والنقد الذاتي ومهارات الابتكار والتفكير العلمي السليم, ويمكن ان تحقق المدرسة كل هذا بالتركيز على أساسيات المعرفة أصول العلوم ونقاط الاستناد الأساسية في كل علم وفن، والعمل على تزويد التلاميذ بأدوات التعبير والاتصال لديهم, وكل هذا لابد أن يدرج ضمن قائمة اقتصاديات التعليم, إن الانفتاح للمدرسة التقليدية مطلب حضاري، وتربوي، وتعليمي لما يولده ذلك من قدرة لدى الفرد في التعامل مع البيئة التي يعيش فيها ويجعله يدرك أهمية مصادر التعلم واحتياجاته منها وبذلك تتغير مواصفات مخرجات العملية التعليمية، وهذه المخرجات قوامها كوادر فنية وادارية على درجة عالية من الإعداد والتمكن، الأمر الذي لا يمكن أن يحدث في المدرسة التقليدية بكل عناصرها التنظيمية والتشغيلية، فالجودة في السياق التربوي مرتبطة بالعمل المتقن والقيم اللافتة للنظر ، ليس هذا فحسب بل ينبغي على المعلمين أن تكون لديهم القناعة بأن ما يؤدونه من عمل يحمل في طياته بذور الجودة طالما توفرت مقوماتها, ولكن الواقع أن النظام التربوي يتسم بالتحفظ ومقاومة التغيير مقارنة بقطاعات أخرى في المجتمع، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى هيمنة الأساليب التقليدية في التعليم المتمثلة في عمليات التلقين والحفظ واعتبار المعلم المصدر الأول والوحيد للمعرفة مما ترتب عليه تدني مستوى مشاركة التلميذ وتفاعله في العملية التعليمية ومحدودية الفرص المتاحة له لتطبيق المفاهيم العلمية في حل المشكلات, وقد وجه كثير من النقد لنظم التعليم التقليدية بسبب تدني فاعليتها وكفاءتها، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة إصلاح أساليب التعليم وتطويرها بما يتلاءم مع المستجدات العلمية والتقنية المعاصرة والمستقبلية,