بعد نشر مقالة الأسبوع الماضي، وصلتني رسالتان من قارئين كريمين عبر البريد الالكتروني، ولعلي أقدمهما أولا بعد شكرهما على تعليقهما: كتب الأخ/ عبدالعزيز عبدالكريم الجبرين قائلا: حديث الشبكة حديث شيق وبخاصة ما كتبته عن مشاهدات المنتديات فقد رويت واقعا، فسدد الله بقلمك نورا للجميع، ولكن لي تعقيب لمقالك الكريم، فقد كان حريا بك ذكر المنتديات المفيدة الجادة حتى لا يضيع وقت المشترك سدى وبخاصة في ظل ضعف الشبكة ورداءة الخدمة ولك خالص شكري وتقديري انتهى كلامه . وكتب المبتعث السعودي/ عبدالعزيز الفقيه، يقول بعد مقدمته: أتفق معك فيما كتبت عن المنتديات بوجه عام، فهذه ممارسات منتشرة بين مؤسسي المواقع ومرتاديها, واعلم ان موضوعك لم يكن تقييما لمنتديات بعينها ولكنه كان يتناول المنتديات بشكل عام ويتحدث عما يحدث فيها بوجه شامل، وعندما تتكلم عن منتدى بعينه فانك تضع رأيك الشخصي فيه والذي ربما يختلف معك الكثير حوله، فكل شخص له توجهاته ورغباته وذلك كون المنتديات لها توجهات مختلفة, ولربما اتهمك البعض بالترويج لهذا المنتدى او ذاك, ولو افترضنا أنك ستذكر أسماء بعض المنتديات الجيدة كما قد يتوقع البعض أو يرغب، فلابد من اطلاع القارىء على المعايير التي استخدمتها في التقييم والتصنيف وهذا يتطلب وقتا وجهدا لتقييم مئات المنتديات بل وتخصيص مقال إن لم تكن مقالات منفصلة لذلك انتهى كلامه . كما ان الانترنت مليء بالمواقع العابثة وغير الهادفة، فهي كذلك تعج بما هو مفيد ومجد للزائر, ولذا، فقد كتبت في آخر مقالة الأسبوع الماضي أقول: ويظهر من هذا المسح الانطباعي أن غالب شبابنا لا يزال يبحث عن السوالف والدردشة على الانترنت، ولم يرغب بعد في استكشاف الجانب الأكبر والأهم والأجدى من الانترنت، ألا وهو الجانب المعلوماتي والتجاري الذي ما يزال خارج دائرة الاهتمامات . ورغم انني أرى أن لكل فرد الحق في ارتياد الانترنت بغرض الترفيه والاستفادة والتعلم، إلا أنني أرى أن جانب الترفيه قد طغى على غيره لدى شبابنا, تكفي زيارة واحدة لأي مقهى انترنت واستعراض ملفات تاريخ التصفح في أية جهاز بشكل عشوائي، وستظهر النتائج ما يثبت أن الترفيه هو الأكثر تأثيرا على توجهات مستعملي الانترنت لدينا، وقد أثبتت دراسة نشرها موقع نادي الحاسب الآلي بالرياض جانبا من هذه التوجهات، وسأتناولها ان شاء الله في حديث قادم. وحتى المنتديات الجادة، لا تخلو من أعضاء عابثين وأعضاء ملوثي الفكر وأعضاء ناقمين، وتجربتي الشخصية مع المنتديات الجادة اثبتت لي أنه لا يمكن أن يكون المرء جادا بما يكفي مع من لا يعرف إلا في حدود ضيقة, فالقضايا التي تتناولها المنتديات الجادة تدور غالبا حول قضايا الدين والسياسة والتربية على وجه ضيق, وحين نقف على المنتديات السياسية، فإننا نراها تعج بالعراكات المنحازة التي لن أدعو من أحب للخوض في أوحالها، ووجود منتديات تخلو من ذلك يكاد يكون في حكم النادر, والمنتديات الدينية تشكو من قلة أهل العلم الذين يوثق بعلمهم وتشكو كذلك من العراكات التي يشعلها المغرضون، ولكل منتدى مغرضوه, أما المنتديات الأدبية فهي الأقل على الانترنت وإن وجدت فهي هادئة وادعة. وحين أدعو القراء الكرام الى البحث عن المواقع المعلوماتية والاستفادة منها، فإنني آمل أن يجد القارىء بغيته في الكثير من المواقع الجادة الأخرى, فليس الحوار الوسيلة الوحيدة للوصول الى المعلومة, فبدلا من أن تصلني المعلومة عن طريق آخرين في منتديات الحوار, فإنه من الأحرى بي أن اتلقاها من مصدرها الأصلي، وهذا يشمل كل نوع من المعلومات. وأظن أن نزعة الكثيرين لقضاء الوقت في الدردشة الكترونيا، لا يمثل سوى امتداد للدردشة حول فنجان قهوة أو شاي, ولا أرى الدردشة سوى مقتلة للوقت والجهد والمال، وأحرى بالمرء أن يصرف ماله ووقته وجهده فيما هو مثمر، فالتوسع في الدردشة ليس منتهى آمالنا من استخدام الانترنت.
