لكل انسان منا حدود، وحرية شخصية لا تتجاوز تلك الحدود، وإلا يكون بذلك قد تجاوز حدود غيره وتعرض لحريته الشخصية, والاسلام كفل لكل انسان حريته الخاصة ما لم تطغ على حرية الآخرين, وجعل لها ضوابط تلتزم بها وتبقى في حماها لا تتجاوزها والا فإنك مسؤول مسؤولية مباشرة عما يمكن ان يحدث لك. والامثلة على ما سبق كثيرة أولاها,, ان ترى إنساناً مدخنا ينفث سموم سيجارته بالقرب منك، أليس في ذلك تعدٍ على حقوقك الصحية؟!. أو حينما ترى بالقرب منك عند اشارة المرور شباباً يمتطون مقود سيارة تكاد تهتز من صوت باعث الغناء والموسيقى,, أليس في ذلك تعد على حريتك الشخصية؟! والامثلة كثيرة ومتشابهة ولكن كيف يفهم اولئك ان حدودهم الشخصية لم تسعهم وتسلقوها الى حدود الآخرين وحرياتهم؟. من ذلك نفهم حكم التشريع الإلهي بفرضية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتميز هذه الأمة عن غيرها من الامم واتصافها بالخيرية التي لم تحزها أمة قبلها، قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) الآية. ومن ذلك نعلم ايضا ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا كان على علم وبصيرة بالمنكر وبالأسلوب المناسب للانكار فانه يتحقق بذلك تطبيق اهداف المسؤولية الاجتماعية، يقول الرسول البشير النذير صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) الخ الحديث, وقد رتب الشارع الحكيم درجات الانكار ومراتبها فقال عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان) جعلنا الله واياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.