أعلن سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، خلال حفل توزيع جائزة التميز الذي أُقيم مؤخراً، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية في (الثامن عشر من ديسمبر من كل عام)، وذلك بعد إقراره من منظمة اليونسكو. وقد وجّه سموه بهذه المناسبة نداءً إلى جميع المعلمين والمعلمات بأن يمنحوا اللغة العربية اهتماماً أكبر وقيمة أسمى، من خلال الحصص الدراسية، والأنشطة الصفية وغير الصفية. ولا شك أن مثل هذه التوجيهات السديدة مما يُثلج الصدر، ويسر الخاطر؛ فاللغة العربية هي وعاء الشريعة الإسلامية، وهي لغة القرآن الكريم والسُّنة النبوية، والاهتمام بها دليل اعتزازنا بعقيدتنا وهويتنا، والمحافظة على أصالتنا وعروبتنا. وحيث إن الشيء بالشيء يُذكر، فقد سبق لي الكتابة حول هذا الموضوع عبر جريدة «الجزيرة» في عددها رقم 11411 ليوم الجمعة 3-11-1424ه، واقترحت في ذلك المقال أن تتبنى جامعة الدول العربية قراراً جريئاً يُحدد اللغة العربية الفصيحة وسيلة للتخاطب في جميع مؤسسات التعليم في الوطن العربي، ودعوت المسؤولين هنا لتخصيص يوم للغة العربية في مدارسنا؛ حتى نُسهم في كسر الحاجز الذي يمنع المثقفين والمتعلمين من استخدام اللغة العربية الفصيحة في مقام المحادثة كما هي في مقام الكتابة والتأليف، وهذا هو نص المقال: (تعليقاً على ما ينشر في صفحة عزيزتي الجزيرة عن اللغة العربية أقول: عندما طُرحت فكرة تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس السعودية، ابتداءً من الصف الثالث الابتدائي، انبرت هنالك الأقلام المدافعة عن اللغة العربية في بيان الخطر المحدق بالنشء إذا ما زُوحمت لغة القرآن الكريم بلغة أخرى في مثل هذه السن المُبكرة، وهذا موقف مسؤول لا غبار عليه، ومنهج له سنده وتأصيله في المحافظة على الهوية وسلامة الانتماء، ولكن..! رغم كل هذا الحرص على لغتنا الخالدة إلا أننا نسعى في تدميرها كل يوم، وعلى مدار الساعة، في بيوتنا وأسواقنا وتعاملاتنا، بل حتى في مدارسنا!! إنني هنا لا أعتب على الآباء وآبائهم لأنهم استبدلوا الفصحى باللهجة العامية؛ فهذا مبلغهم من العلم، ولا تثريب عليهم، ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، ولكنني ألوم الجيل الذي نوَّر الله بصيرته بالعلم أن يبقى أسير المشيتين، فتكون له لغة في الكتابة ولغة في المحادثة.. أظن أننا نحن العرب الأمة الوحيدة في هذا الكون التي تتعامل بهذا الأسلوب اللغوي المتناقض!! إننا بحاجة إلى قرار جريء، تتبناه جامعة الدول العربية، يحدد اللغة العربية الفصيحة وسيلة وحيدة للتخاطب في جميع مؤسسات التعليم في الوطن العربي، وذلك كنواة لكسر الحاجز الوهمي الذي يمنع المثقفين والأدباء والمتعلمين بمختلف طبقاتهم من استخدام هذه اللغة الغنية في شؤون حياتهم العامة، وحري بنا على مستوى المملكة العربية السعودية أن نقيم يوماً في مدارسنا للغة العربية، وذلك على غرار الأيام والأسابيع التي تقام للأمية والمهنة والشجرة؛ فلعلنا بهذا الأسلوب نمضي خطوة أو خطوات للأمام، تحمدها أجيالنا القادمة). أحمد بن صالح الخنيني - إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي