أكَّدت ندوة الإعلام في إمارة الشارقة على الارتقاء بالعمل الإعلامي في الإمارة وبلورة أهدافه وإستراتيجيته الرامية إلى خدمة قضايا المجتمع وتحقيق مصالح النَّاس وتوظيف رسالة إعلاميَّة مسؤولة مستندة إلى أجندة الإمارة الفكريَّة والثقافيَّة. وتحدث في ندوة الإعلام في إمارة الشارقة التي نظمها مركز الشارقة الإعلامي على هامش شراكته الإستراتيجيَّة مع معرض الإعلام والتسويق المنعقد حاليًّا في دبي كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة للإعلام وسعادة أحمد سالم بوسمنوه عضو مجلس إدارة مؤسسة الشارقة للإعلام وسعادة أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي وسعادة محمد خلف مدير إذاعة الشارقة وأدار الندوة الإعلامي القدير حسن يعقوب. وبحثت الندوة مسيرة إمارة الشارقة الإعلاميَّة ومختلف البرامج والخطط المستقبلية التي تصب في مجملها في الوصول إلى منتج إعلامي متميِّز وتوفير خطاب إعلامي يحاكي مختلف التطوُّرات التي تشهدها الساحة الإعلاميَّة العالميَّة. وقال رئيس مركز الشارقة الإعلامي: إن إستراتيجيَّة الإعلام في إمارة الشارقة ترتكز بِشَكلٍّ عام إلى الأهداف الإعلاميَّة الأساسيَّة لدولة الإمارات العربيَّة المتحدة، وترسيخ الهوية الوطنيَّة والحفاظ على الأصالة وتبادل المعرفة والمعلومات بما يتناسب وأجندتنا الفكريَّة والثقافيَّة. وأشار رئيس مركز الشارقة الإعلامي إلى برامج المركز وخططه الهادفة إلى تحقيق التكامل بين الاتِّصال الحكومي في مختلف مؤسسات إمارة الشارقة ووسائل الإعلام المحليَّة والعربيَّة والعالميَّة، من أجل الوصول إلى الحوار المبني على الاستماع بين مختلف الأجهزة الحكوميَّة وفئات الشعب المختلفة بما يحقِّق التواصل الدائم. واستعرض سعادة أحمد سالم بوسمنوه عضو مجلس إدارة مؤسسة الشارقة للإعلام تاريخ الإعلام في الإمارة، مؤكدًا أن الشارقة بيئة حاضنة للإعلام بمكوِّناته المختلفة لمواطنين يعشقون التَّعامل مع الآخرين ويحبُّون العلم. وبيَّن بوسمنوه أن أول صحيفة صدرت في الشارقة عام 1927 وهي صحيفة عمان المكتوبة يدويًا، التي أسسها المواطن إبراهيم محمد المدفع من إمارة الشارقة التي كانت خلال مرحلة من التاريخ مصدرًا وحيدًا للأخبار وتجمع مختلف الأخبار التي تهم النَّاس وأخبار الثورات والنضالات العربيَّة وتنقلها من محيطها المحلي لتصل إلى هذه الإمارة بإمكاناتها البسيطة في ذاك الوقت متناسبة والمخزون الفكري والمعرفي. وبيَّن أن من أوائل الصُّحف المطبوعة صدرت في إمارة الشارقة في العام 1961 وهي صحيفة الديار، ثمَّ تبعتها في العام 1970 صحيفة الخليج التي تؤرِّخ لأول صحيفة حديثة في الدَّوْلة التي تمثِّل نبض الخليج العربي وتُعبِّر عن واقع المنطقة التي جاءت تسميتها بأحرفها المتقطعة لتشير إلى الخوف والقلق على مستقبل الخليج. وتحدث بوسمنوه عن أوائل العمل التلفزيوني والإذاعي في إمارة الشارقة، مشيرًا إلى إذاعة صوت الساحل التي انطلقت في أوائل السبعينيات من قاعدة عسكريَّة خلال فترة تاريخية مهمة. وقال بوسمنوه: إن 5 نوفمبر من العام 1975 كان يومًا تاريخيًّا مجيّدًا عندما اتخد صاحب السمو حاكم الشارقة قرارًا بإنزال علم إمارة الشارقة ورفع علم دولة الإمارات العربيَّة المتحدة لتكون إذاعة الشارقة المعبِّرة عن هذه الفترة المهمة. من جانبه استعرض سعادة أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي أهداف وحدة الاتِّصال الحكومي إحدى إدارات المركز التي تَمَّ استحداثها وفقًا لمرسوم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤكدًا أن هذه الوحدة تتبع خطى صاحب السمو حاكم الشارقة في الاستماع إلى الجمهور بِشَكلٍّ مستمر وتحضير رسائل دقيقة لمخاطبته وتوضيح وشرح مواقف الحكومة من القضايا الحيويَّة التي تُؤثِّر على حياة كافة فئات المجتمع في الشارقة. وأضاف سمرة أن وحدة الاتِّصال الحكومي تعمل على توحيد الخطاب الحكومي وتنسيق نشاط الدوائر الحكوميَّة على مستوى الاتِّصال، وكجزء من الجهود التي تبذلها حكومة الشارقة لفتح قنوات اتِّصال ذكية مع الجمهور. وأشار مدير مركز الشارقة الإعلامي إلى أنّه تجري دراسة مستوى القدرة الإنتاجيَّة من خلال تقييم الهيكلية الحالية لجهاز الاتِّصال في كلِّ من الدوائر الحكوميَّة وتقديم مقترح لهيكلية أكثر فاعلية وإجراء التدريب اللازم وورش العمل المطلوبة لفريق العمل. وتحدث الإعلامي القدير محمد خلف مدير إذاعة الشارقة عن أهداف ومنهج إذاعة الشارقة التي لها مسارها الخاص وتترجم في مختلف برامجها شعار الإذاعة «معنا لوقتك معنى» الذي يثمن وقت المستمع ويستلزم إضافة كل ما مفيد له واعتماد نهج وهدف واضح. وأكَّد خلف أن المستمع لإذاعة الشارقة هو صانع برامجها إذ تعتمد جميع البرامج الإذاعيَّة على تحقيق مصالح المجتمع وطرح مختلف القضايا الوطنيَّة بمستوى من الشفافية والمصداقية، مشددًا على أن تركيز البرامج المختلفة يكون محورها الجمهور.