استدعاء سفراء الكيان الإسرائيلي في باريس ولندن وأستكهولم، وقبل ذلك انتقاد وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية هيلاري كيلنتون لقرار رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي نتانياهو بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والتحذيرات التي انطلقت من أكثر من عاصمة أوروبية، تشير بأنَّ العالم بدأ ينفد صبره من خروج الكيان الإسرائيلي على القانون الدولي. واشنطن ولندن وباريس وحتى موسكو اعتبروا العودة إلى إقامة المستوطنات الإسرائيلية محاولة إسرائيلية لتخريب عملية السلام، وأن قرار إنشاء المستوطنات يُعدُّ ضربة قاضية لعملية السلام. الموقف الدولي الشاجب للتخريب الإسرائيلي لن يقف هذه المرة عند مستوى التصريحات واستدعاء السفراء، فالأوروبيون بالذات ضاقوا ذرعاً من استهتار الكيان الإسرائيلي وعدم التزامها بالمواثيق والقوانين الدولية، وكون قرار إنشاء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية والقدس المحتلة يأتي بعد القرار الأممي بمنح الدولة الفلسطينية صفة دولة مراقب، فيعد القرار الإسرائيلي عملاً انتقامياً ليس موجهاً للفلسطينيين فحسب بل للأسرة الدولية التي حسمت أمر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي لا يجوز أن تعبث بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إذ لم تعد أراضي متنازعاً عليها، فقد عادت لها شرعيتها كأرض فلسطينية محتلة. ولهذا فإنَّ قرار إقامة مستوطنات إسرائيلية جديدة يُعدُّ تحدياً سافراً للإرادة الدولية، وهو ما أغضب العديد من العواصم العالمية وبالذات الأوروبية التي لن تقف عند حدود استدعاء سفراء الكيان الإسرائيلي في تلك الدول، بل يتوقع اتخاذ خطوات عقابية أخرى مثل تعليق الحوار الإستراتيجي مع الكيان الإسرائيلي، أو قيام المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد المستوطنات، مثل وضع إشارات خاصة لتمييز منتجات المستوطنات الإسرائيلية. أما أهم ما تتخوف منه إسرائيل هو قيام الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات عقابية ضد حكومة نتانياهو، مثل تقليص المساعدات الاقتصادية والعسكرية. وتتداول أوساط سياسية وإعلامية في العاصمة الأمريكيةواشنطن أن إدارة الرئيس أوباما تفكر في تعليق بنود مهمة من المساعدات الاقتصادية، خصوصاً وأن هذه الإدارة تعمل على تقليص النفقات لسد العجز في الموازنة الأمريكية. الإجراءات الأمريكية والأوروبية المرتقبة جعلت الإسرائيليين قلقين من أن يؤدي قرار حكومة نتانياهو إلى تزايد عزلة إسرائيل، وأن الضغط الدولي بدأ يتسرب إلى ما كان يعتبر (نادي أصدقاء إسرائيل). [email protected]