الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله الذي بحمده تتم النعم فقد أتم علينا وعلى أهل هذه البلاد المباركة نعمة شفاء قائد المسيرة وربان السفينة خادم البيتين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد العملية الجراحية التي أجراها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، لقد تبتل الناس وألحوا في الدعاء إلى الشافي والكافي بأن يقسم من عنده لهذا الملك المحبوب شفاءً لا يغادر سقماً وأن يقسم لهذا الوطن والمواطنين فرحاً وسعادة تغادر كل مَوَاطِنْ الحزن والقلق الذي ران في النفوس.. وقد أكرمنا المولى عز وجل بهذه النعمة عندما أطل الملك عبدالله يحفظه الله من شاشة التلفزيون السعودي فكانت لحظة مبهجة وكان فرحاً غامراً لكل النفوس التي كانت متلهفة لرؤيته -رعاه الله- وهو يتسربل بلباس الصحة والعافية حتى أن هذه الصور التلفزيونية قد ضربت الرقم القياسي في عدد المشاهدات على «اليوتيوب» بما يعبر عن حجم الترقب والانتظار ثم حجم الفرح والسرور الذي شاع في النفوس بعد رؤيته الكريمة وهو يستقبل والأمراء الذين قدموا للسلام عليه والحقيقة أن لساني قد صدح فور مشاهدتي له يحفظه الله بالآية الكريمة: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.. فقد كان عرض صوره أطال الله بعمره أكبر لطمة وأبلغ رد على كل الموتورين الحاقدين الذين يتربصون الدوائر بهذا الوطن الكريم وأهله فقد استخدموا كل الوسائل والوسائط لبث الشائعات وزرع الفتنة وتكدير النفوس وإقلاق السكون لكن الله عز وجل أراد بهذه البلاد خيراً وبراً وأراد للحساد هزيمة ونكراناً.. لقد جاء استبشار الناس وفرحهم ليعبر عن هذه المكانة السامقة العالية التي تبوأها مليكنا المفدى في نفوس المواطنين رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، بل إن الفرح بعافيته لم يكن مقصوراً على المواطنين وإنما امتد ليسري في نفوس إخواننا العرب والمسلمين على نحو يعبر عن مكانته ووزنه في المحيط الإقليمي والدولي.. لقد جاء عهد الملك عبدالله ليكرس بنهجه أسلوب الحكومة المتطلعة الشغوفة بالتغيير والتطوير وتجديد الدماء محفوفاً ذلك كله بالأبوة الملكية الحانية التي ترعى هذا الشعب وتخلص لهذا الوطن الذي يصعد سلالم الارتقاء والنماء عاماً تلو الآخر ليحجز مكانته التي يستحقها في صفوف الدول المتقدمة. حفظ الله مليكنا وقائدنا ورائدنا وأمده الله بالعافية وطول العمر والتمكين وأدام الله على هذا الوطن الأمن والرخاء والرفعة وحفظه من شر حاسد إذا حسد.