وسط تصريحات حكومية، وتحركات عسكرية، تهدد إسرائيل بتصعيد أشد خطورة، خصوصاً مع المصادقة على استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، تقف غزة شامخة في وجه آلة القتل الإسرائيلية؛ لتختلط الأوراق، وتنقلب المعادلات أمام تلك الجرائم البشعة، والمدعومة بغطاء أمريكي - أوروبي. فإسرائيل لا تريد إقامة منطقة آمنة في الشرق الأوسط، بل تسعى جاهدة إلى توتير الساحة الأمنية، والاعتداء على سيادة الدول، وقتل الأبرياء، وارتكاب المجازر الوحشية، وهو الوصف الملائم، بما تضيق به صفحاتهم السوداء بجرائمهم المنظمة. ما يحدث في قطاع غزة، تعبير عن الحقد، والكره الإسرائيلي لشعب فلسطين، وفرصة للتنفيس عن سياستهم بمزيد من القتل، والإساءة.. أستطيع أن أعبر عنه: بالمشكلة الديمغرافية، التي تحد مشهد الكفاح ضد التمييز العنصري؛ الأمر الذي أوجد معه انعدام الحل السياسي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وتكثيف العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني، بهدف إجهاض أية إمكانية لعملية سياسية؛ لتبقى إسرائيل تمارس سلطتها على مجموع الوطن الفلسطيني، مستفيدة من دعم حاسم، أو قبول من واشنطن.. وكذلك دول الاتحاد الأوروبي. أعتقد، أن الأمور قد تغيرت، فالمنطقة العربية تقف على عتبة التغيير الشامل، وإرادة الشعوب هي التي تنتصر في نهاية المطاف. ولذا فإنه من غير المنطقي، تحميل حماس مسؤولية ما يجري على الساحة، وتحويلها لمشجب تعلق عليه جرائم إسرائيل، في حين لا نسمع همساً عندما ترتكب المجازر البشعة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل؛ مما يكشف تواطؤ الدول العربية، وعلى رأسها أمريكا، التي تدعي في كل مناسبة، دعمها لحقوق الشعوب العربية، وتطلعاتها، من خلال تبريرها الأفعال الإجرامية الإسرائيلية، والدفاع عنها، وهو ما يعبر عنه بالاستنساخ المقلوب للأدوار، مع أنه كان يفترض، التعامل بحذر في تقديراتها للعالم العربي. في عالم تحكمه إسرائيل، من خلال عدم احترامها للمواثيق الدولية على الصعد كافة.. يأتي موقف المملكة حاسماً، وفاعلاً على مستوى القضية الفلسطينية، وإرغام إسرائيل بوقف آلتها التدميرية في غزة، قبل أن تتطور الكارثة، تماشياً مع اعتبارات حقوق الإنسان، والقانون الدولي، وهو الموقف الذي عبّر عنه مندوب المملكة لدى الأممالمتحدة السفير/ عبدالله بن يحيى المعلمي، في كلمة المملكة أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، عندما تساءل: «أما آن الأوان لهذا المجلس؛ ليأمر بوقف العنف -أياً كان مصدره-، وإنهاء الاحتلال، وفك الحصار، ومنح الفرصة للشعب الفلسطيني؛ ليعيش حياته حراً مستقلاً كريماً، مثل باقي أبناء الإنسان؟».. وهذا لعمري، هو المسمار الذي أشارت إليه المملكة، والهدف الصعب الذي ما زال يحتفظ بقدر كبير من الدعم عند العقلاء. [email protected]