أصدر الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد رئيس تحرير مجلة الشبل كتاباً بعنوان «العجيري».. سيرة ذاتية، ملحمة شعرية، تحدث فيه عن أخبار الراوية عبدالله بن أحمد العجيري.. الذي عرف بسعة اطلاعه وكثرة محفوظاته في أدب اللغة وقد اختاره الملك عبدالعزيز «رحمه الله» ليكون بصحبته حضراً وسفراً ضمن مجموعة من العلماء والفقهاء ليأنس بهم في مجالسه وفي غزواته إبان توحيد المملكة ولقد اشتهر هذا الراوية بحسن تلاوة القرآن الكريم وعذوبة الصوت عندما يترنم مستعرضاً فنوناً من الآداب والمواعظ والحكم استظهاراً مما استودعته ذاكرته التي لم تخنه ولم تعز عليه قط. ولقد تحدث عنه الريحاني في تاريخه قائلا (كان الملك عبدالعزيز يأنس به ويقرب منزلته ويكبر في علمه وسعة اطلاعه).ولقد كان هذا الراوية يتميز بحسن القراءة واستعراض المختار من كتب التراث في الركب الملكي على ظهور العيس وفي المجالس عندما يميل الركب إلى الراحة بعد الادلاج والسهر ليلا أو القيلولة نهاراً.ولقد تحدث عنه المرحوم يوسف ياسين وقد صحبه في رحلة تاريخية عبر الصحراء وهما بمعية الملك عبدالعزيز «رحمه الله» وهو في طريقه إلى مكةالمكرمة عام 1343ه في جريدة أم القرى حينما كان رئيساً لتحريرها في تلك الفترة، ويشير الأستاذ عبدالرحمن الرويشد: «لولا هذا ما كنا نعرف من هو هذا الأديب الراوية» ويقول يوسف ياسين «ما رأيت هذا الشيخ يوما على ماشية الركب يمتطي راحلته بجسمه النحيل إلا تذكرت قول ابن أبي ربيعة: قليل على ظهر المطية ظله سوى ما نفى عنه الرداء المحبرا وكان يجيد ترتيل القرآن الكريم وإذا تلا شيئاً من كتاب الله ونحن في السفر صحبة جلالة الملك عبدالعزيز أنصت الكل والتف الركب حول راحلته». ولقد قال له الملك عبدالعزيز يوماً: إن أمرك عجيب كيف تحفظ ذاكرتك الأشعار ثم يعجز ذهنك الحاد عن قرض الشعر بما يضاهي شعر زميلك وصديقك محمد بن عثيمين؟ فابتسم العجيري وتمثل بقول الشاعر: وقد يقرض الشعر العيي لسانه وتعيي القوافي المرء وهو لبيب ولقد اشتمل الكتاب على سيرة هذا الراوية وصحبته للملك عبدالعزيز، ومولده ونشأته وحفظه وقراءاته ومكانته الأدبية. هذا وبالله التوفيق.