لا أدري متى يتقن بعض حكامنا كيفية إدارة المباريات قانوناً وتعاملاً وبناءً عليه يجدون القبول والرضا من كافة شرائح الوسط الرياضي, هذه الكلمات التي أبدأ بها هذا المقال لم تكن سوى ردة فعل لما شاهدته وبالتأكيد شاهده الكثير من المتابعين في بعض مباريات دوري زين السعودي وتحديداً تلك التصرفات السلبية وغير المقبولة التي صدرت من بعض حكامه تجاه بعض اللاعبين والأجهزة الفنية, ولست هنا بصدد ذكر تلك التصرفات ولكنها بكل تأكيد تشوّه جمالية وروعة المباريات وتقلّل من مكانة الحكم الذي يفترض أن يكون أكثر هدوءًا ليؤدي دوره على أكمل وجه وبالتالي إخراج المباراة بالصورة المطلوبة. مشكلة بعض الحكام أنهم يعتقدون ويتوهمون أن تلك الثقافة غير المرغوبة داخل ملاعبنا تجعلهم في مركز القوة وبالتالي يقودون المباريات كيفما يشاءون رغم أن العكس هو الصحيح ..! * مثلما يعترف العديد من لاعبينا بتصرفات غير رياضية صدرت منهم وندموا عليها لذلك كنت استبعد أن نسمع أو نقرأ ذات مرة اعترافاً لأحد حكامنا صدر منه تصرف سلبي داخل الملعب (بعيداً عن القرارات التحكيمية) ومباراتا الفيصلي والوحدة والتعاون والشباب ضمن الجولة العاشرة ليستا ببعيد عن المشهد الرياضي وهو ما كان باعتراف الحكم تركي الخضير الذي خالف توقعي بسوء تصرفه مع لاعب الفيصلي عبد الله المطيري وزاد على ذلك بزيارة لمقر نادي الفيصلي والاعتذار من اللاعب شخصياً وهي شجاعة تحسب له وقبل ذلك درس له في قادم الأيام وقد تكون سبباً لنجوميته وتألقه..! * لا أحد يشكك في العمل والجهد التي تبذله لجنة الحكام برئاسة الحكم السابق عمر المهنا تجاه حكامها وإعدادهم نفسياً وبدنياً وتأهيلياً ولكن للأسف بعض الحكام لا يعكسون ذلك بقراراتهم التحكيمية الفادحة وتصرفاتهم غير المحببة وغير المقبولة والتي بكل تأكيد يرفضها الجميع, بل هذه القرارات الفادحة والتصرفات غير المقبولة تزيد من الاحتقان الجماهيري..! * هذه التصرفات غير الرياضية ليست وليدة هذا الموسم، بل هي امتداد لتصرفات سابقة لم يتم بترها في وقتها وبكل أسف, ولعل الذاكرة تعيدنا إلى ما حدث في الموسم الماضي في مباراة الاتحاد والرائد وتحديداً ما حدث بعد نهايتها بين حكمها (خالد الزهراني) ولاعب فريق الاتحاد (نايف هزازي), وقبل ذلك ما حدث بين لاعب القادسية سابقاً والتعاون حالياً (سلطان اليامي) والحكم (عبد الرحمن العمري) في إحدى مباريات القادسية, وكل هذه الأحداث أثيرت في وقتها على السطح الإعلامي ويبقى ذكر هذه الأحداث كأمثلة لا للحصر وإلا القائمة تطول ..! * عندما يحدث تصرف (ما) غير رياضي من أحد اللاعبين تجاه أحد الحكام نجد المشانق قد نصبت له والقرارات الانضباطية قد حضرت بسرعة البرق, ولكن عندما يحدث العكس نجد أن لجنة الحكام تحاول تعويم القضية عن طريق تأخير معاقبة الحكم ولنا في ما حدث مؤخراً من الحكم (تركي الخضير) تجاه لاعب الفيصلي (عبد الله المطيري) وتأكيد رئيس لجنة الحكام (عمر المهنا) بأن تصرفه سيتم مناقشته في الاجتماع القادم للحكام والذي سيعقد بعد فترة الحج وبناءً عليه سيتم اتخاذ القرار المناسب وهو الذي اعترف مباشرة بعد المباراة بالخطأ الذي وقع فيه الحكم وأن تصرفه لم يكن مقبولاً وكأنه بهذا التأخير يقلّل من قيمة اللاعب المتضرر نفسياً ومعنوياً, رغم أن جميع المحلّلين ومنهم التحكيميين عبد الرحمن الزيد ومحمد فودة أكّدوا بالخطأ الذي ارتكبه الحكم (تركي الخضير) مع مطالبتهم بإيقافه نظير هذا التصرف..! وريقات .. وريقات * استبشر الوسط الرياضي بعودة لجنة الكشف على المنشطات لتأدية عملها بعد غياب فترة طويلة بسبب نواح مالية, ولكن بمجرد عودتها عادت نغمة التأخر عن الحضور من بعض اللاعبين لغرفة الكشف رغم أن الأنظمة واضحة ومطلع عليها الجميع من لاعبين وإداريين, فهذا أحد اللاعبين يتأخر لذهابه غرفة اللاعبين مبرراً ذلك بالظروف النفسية التي يمر بعد خروج فريقه متعادلاً وهي بالتأكيد مبررات واهية لا يمكن أن تنطلي على أحد, ومع ذلك كانت أعضاء لجنة الكشف عن المنشطات تملك الشيء الكثير من رحابة الصدر وانتظرت لمدة طويلة حتى يحضر هذا اللاعب لغرفة الكشف رغم أن القانون يمنعه من الذهاب لغرفة اللاعبين ..! * بعد أن كنا نتوقع اختفاء ظاهرة دخول بعض المشجعين إلى أرضية الملعب وهي الظاهرة غير الحضارية والتي تشوّه المباريات إلا أننا تفاجأنا بها تعود من جديد وهو ما شاهدناه في إحدى مباريات الدرجة الأولى (دوري ركاء) تحديداً في مباراة الطائي والأنصار والتي أقيمت في مدينة حائل قبل عدة أيام ..! * بطولة كأس الخليج لكرة القدم أقيمت كي تستمر بين أبناء الخليج وهي مكتسب خليجي يجب المحافظة عليه بغض النظر عن النتائج, مع عدم تجاهل أهميتها ودورها الإيجابي في انطلاقة بعض منتخباتنا الخليجية نحو العالمية..! * في مباراة الفيصلي والوحدة سجّلت الوحدة هدفاً رغم عدم إكمال لاعبي الفيصلي الوقوف بشكل قانوني ودون أن يطلق الحكم صافرة التنفيذ ومع هذا خرج بعض المحلّلين ليؤكدوا عدم شرعيته, ولا أدري أين اختفى هؤلاء بنظرتهم الثاقبة وجرأتهم عندما سجل فريق النصر هدفه الوحيد في مباراته ضد فريق الشباب رغم أن الحكم لم يطلق الصافرة لتنفيذ الخطأ, مع العلم أن الهدفين كلاهما صحيحان وأنه لا يشترط أن تكون الصافرة لتنفيذ الخطأ ما لم يكن أحد لاعبي الفريق المستفيد من الخطأ قد طلب من حكم المباراة أن يكون تنفيذ الخطأ بصافرة..! * إذا كانت التعليمات الصادرة من رابطة دوري المحترفين تمنع نزول أي شخص إلى أرض الملعب بالزي الرسمي، وبناءً عليه تم تغريم رئيس نادي الشباب خالد البلطان ورئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي, إذاً ما هو موقف لجنة الانضباط من بعض مراقبي الحكام والإداريين الذين يرتدون الزي الرسمي ويدخلون أرضية الملعب قبل المباراة وبعدها وأثناء فترة استراحة ما بين الشوطين ولماذا لا يتم معاقبتهم لأن القانون يطبّق على الجميع ولا يفرّق بين هذا وذاك..! * المستويات غير الجيدة التي يقدّمها الحكم (محمد الهويش) في هذا الموسم هي استمرار لمستواه السابق والذي قدّمه في الموسم الماضي ومع ذلك تصر عليه لجنة الحكام وتسند له قيادة عدد من المباريات, وهو الذي فشل في بداية انطلاقة دوري زين في اجتياز اختبار اللياقة الذي أجري لجميع الحكام..! * من حق رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي البحث عن الحقيقة الغائبة وملاحقتها حتى لو وصل الأمر التصعيد إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي جعلت لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم تخالف ضوابطها ولوائحها وتصدر قراراً بتغريمه نظير دخوله أرضية الملعب رغم وجود اسمه في كشوف المباراة..! * أصبح هدف الفوز الذي حققه فريق الاتحاد على فريق الأهلي في مباراة ذهاب دوري آسيا والذي سجله مهاجم فريق الاتحاد نايف هزازي هدفاً صحيحاً في نظر البعض رغم لمس الكرة ليد نايف هزازي قبل تسجيل الهدف مبررين ذلك بعدم وجود تعمد لمس الكرة باليد مشيدين في نفس الوقت بقرار الحكم القطري (عبد الله البلوشي) وتمركزه الرائع الذي ساعده في اتخاذ القرار الصحيح, وهم الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً وتباكياً على هدف مشابه له ذات موسم..! [email protected]