حينما أتحدث عن الزميل الأستاذ سليمان العيسى قد لا يسعفني المداد كي أكتب عن إحدى القامات الإعلامية الشامخة في وطننا العزيز، فعلم مثل سليمان العيسى تربى وترعرع منذ نعومة أظفاره بين أروقة وردهات الإعلام، وعاش حياته متنقلاً بين الميكروفونات في همة عالية وتألق، جدير أن يكتب عنه ولو بلمحة بسيطة عن مآثره!! ولقد كان سليمان العيسى مثالاً يحتذى به في علو الهمة، والدقة في المواعيد، وتحمله أعباء وعناء العمل، فلا تجده يتذمر من كثرة العمل، ولا تجده يتململ. عرف عنه خلقه العالية، وابتسامته الرقيقة. لم نعهد منه في يوم من الأيام التباهي بنفسه أو التعالي على الآخرين، بل كان صموتاً هادئاً يعمل بإخلاص، وينتج أعماله بحرفية ودقة عالية!! أمضى حياته في الإعلام، وتوفي -رحمه الله- وهو محب للإعلام، عاشق له، فهو مواطن نذر حياته، وجهده، ووقته لهذا الوطن، ولا أحد يشك في أن أداءه كان دقيقاً، ومهنيته تفوق عدداً من أقرانه!! وقد كنت في شوق لرؤيته أسبوعياً على الأقل بشكل مستمر، إلى أن توارى عن الأنظار في الآونة الأخيرة بعدما أصيب بجلطة في الرئة أدخل على إثرها للمستشفى، وأصبح في غيبوبة تامة. وها نحن اليوم ننعى ابن الوطن، وفقيد الإعلام الأستاذ سليمان العيسى برحيله عنا في هدوء تام بلا صخب أو ضجة إعلامية، وذلك حينما وصلني خبر وفاته - رحمه الله - ولا نملك له سوى الدعاء بأن يلطف به المولى سبحانه، وأن يرحمه رحمة واسعة، وأن يلهمنا وأبناءه وإخوانه وأسرته ومحبيه الصبر والاحتساب، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، والحمد لله أولاً وآخراً.