عندما تفقد ويرحل عنك محب وزميل لك لا تقول إلاّ ما يرضي الله سبحانه وتعالى (لا حول ولا قوة إلاّ بالله) {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، كان رحيل الشيخ أحمد بن عبد الله الفارس يرحمه الله الفاجعة والمصيبة التي حلّت علينا جميعاً، كيف لا وهو محبوب لدى الجميع، باذل للخير ومحب لعمل الخير، الرجل الذي قدم للإسلام والمسلمين من خلال سفره وترحاله في أفريقيا ونشره للإسلام وبناء المساجد وحفر الآبار ودور الرعاية ومكاتب للدعوة والتعريف بالإسلام ودعم الجمعيات الخيرية في كافة أنحاء العالم، وهو عضو في العديد من الجمعيات في داخل وخارج المملكة لا حرمه الله أجر ما قدم للإسلام والمسلمين. هناك رجال يتركون حزناً أبدياً بعد وفاتهم، وأنا من المحبين لمثل هذا الرجل الذي فقدناه برحيله، رجل قلّ أن يجود الزمن بمثله لمن يعرفه، ففقيدنا الغالي الشيخ الداعية أحمد بن عبد الله الفارس (أبو عبد الله) (فقيد القارة السمراء)، ترك بوفاته ذكرى غالية بالحب الصادق لنا نحن محبيه ولكل من سمع عنه بالثناء عليه فرحمة الله عليه، ليس له بروز إعلامي ولم يظهر اسمه أو صورته طوال حياته كرجل خير ورجل متواصل مع الجميع بأجهزة الإعلام، وكان من الخيرين الساعين لحب الخير، يساعد الفقير المحتاج، ولا تعرف يمينه ما تنفق شماله، وراحته في مساعدة من يستحق المساعدة، وكان يرحمه الله لا تمل مجالسته والحديث معه بروح مرحة وبابتسامة لا تفارقه، وعندما تغيب عن مجلسه لفترة طويلة لا يعاتبك على غيابك وإنما يجد العذر لك لدرجة تجعلك تخجل من الثناء عليه بقوله لك.. المهم أنت في صحة جيدة سائلاً عن أحوال أفراد عائلتك متمنياً السعادة والحياة الرغيدة لهم. أبو عبد الله كان يسافر بالشهور إلى أفريقيا من أجل خدمة الإسلام، وكان آخر سفره له إلى دولة تشاد والكاميرون وقد تم تفريغ أبي عبد الله من العمل التربوي بالدرعية من أجل بناء جامع الملك عبد الله بالكاميرون، حيث كان مديراً لابتدائية تحفيظ القرآن الكريم، فكان نعم الزميل والقيادي لنا طوال فترة معرفتي به في المدرسة منذ ما يقارب الثماني سنوات يرحمه الله، كان يصوم الاثنين والخميس لم أر أبا عبد الله في يوم الاثنين إلا صائماً جعل الله ذلك في موازين حسناته، وقد كان الأخ والأب والمحب لكافة منسوبي وطلاب التحفيظ وقد بكينا على رحيل هذا الرجل الكريم الوفي ورأيت في المقبرة حشوداً كبيرة تودع الشيخ يرحمه الله ومعه زوجته بعد ذلك الحادث ورحيلهما من هذه الدنيا معاً يرحمهما الله. الشيخ أحمد الفارس الرجل الكريم عمل ليل نهار من أجل نشر الإسلام والوقوف مع الأرامل والمساكين والفقراء، ولم يصنع لنفسه إعلاماً وهو كان قادراً، ولكن يريد ما عند الله ويبحث عنه وهو الأجر والمثوبة يرحمه الله، عند إعلان نبأ وفاته تناقل الجميع خبر الوفاة كالصاعقة، والذي لا يعرفه عرف الكثير عنه، من خلال الصور والأعمال الخيرية والتقارير عنه في أفريقيا، وكان الجميع يسأل الله الرحمة للشيخ على ما قدم جعله الله في موازين حسناته .. اللهم آمين. الراحل أبو عبد الله كان له مواقف مشرفة والجميع يشهد بذلك، والكل يعدد ما قدمه الشيخ أحمد يرحمه الله لهم وأنا منهم، حيث وقف معي وقفة الرجال لم ولن أجد رجلاً بقلب وطهر أبي عبد الله، فرّج الله عليه يوم القيامة وجعل ذلك في ميزان حسناته. - الجوف