في مثل هذا اليوم من كل عام نستذكر مناسبة عزيزة على جميع أبناء هذا الوطن الغالي، والمتمثلة في ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية، حيث استطاع الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ومن معه من الرجال المخلصين أن يؤسس هذا الكيان على مبدأ التمسك بالكتاب والسنة، وأن يوحد شمل هذه الأمة تحت راية واحدة وقيادة واحدة، وقضى على كل ما من شأنه الإخلال بالأمن. والآن ونحن في العام الثاني والثمانين لهذه الذكرى المباركة، يجدر بنا أن نقف قليلاً لنستعرض وبكل فخر، تلك المراحل التي مرَّ بها هذا الوطن في مختلف المجالات، السياسية، والاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والاقتصادية، وما تحقق خلالها من تطور ونماء، تمثلت في تلك الإنجازات التي يراها البعيد والقريب، الكبير والصغير، وما يقوم به ولاة أمر هذا البلد - يحفظهم الله - من جهود مباركة على الصعيدين الخارجي والداخلي لخدمة الإسلام ووحدة هذه الأمة. لا يمكننا أن نستعرض كل تلك الجهود في كلمة أو مقال، وإنما نذكر بعضاً منها ضمن الإطار العام للحديث عن المنجزات ولاشك أن أهمها تلك الجوانب المتعلقة بخدمة الحرمين الشريفين وما يحظيان به من اهتمام ومتابعة، وما يتم بذله لخدمة الحجاج والمعتمرين. أما على الصعيد المتعلق بالبناء الداخلي فإن المطلع على الواقع والمتأمل لكل ما سبق يرى بعينه ما تحقق من إنجازات ونقلات نوعية متقدمة في التنمية الشاملة، تمثلت في هذا الكم الهائل من المشروعات المتواصلة، والأنظمة المتجددة، والعمل بكل جهد متواصل على جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة، والعمل على بناء المجتمع على أسس سليمة من خلال الاهتمام بالأمن وبالتعليم ومؤسساته، وكذلك الجوانب التنظيمية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بمصلحة المواطن وتحقيق رفاهيته، وتهيئته ليكون مشاركاً رئيسياً في عملية التنمية الشاملة. وفي منطقة المدينةالمنورة نلمس جانباً مهماً من ثمار هذه الوحدة الوطنية المباركة، من خلال انعكاس ذلك بشكل مباشر على خدمة ضيوف الرحمن وزوار مسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث نرى هذا الشعور من كافة أبناء العالم الإسلامي من خلال تقديرهم لهذه الجهود المباركة. وعلى صعيد التنمية فإن المدينةالمنورة حظيت بالعديد من المشروعات الكبيرة التي تصب في مصلحة التنمية سواء في الخدمات التعليمية أم الصحية أم الاجتماعية أم الثقافية أم غيرها ونلمس بشكل مباشر حرص سيدي صاحب السمو الملكي أمير المنطقة - يحفظه الله - على متابعة كل مشاريع المنطقة وتفاعله مع احتياجات سكانها وسعيه المتواصل لخدمة المنطقة. وأنه ليسعدني بهذه المناسبة السعيدة أن أتقدم بالتهنئة الخالصة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وسمو سيدي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وسمو سيدي أمير منطقة المدينةالمنورة ولكافة أبناء هذا الوطن الغالي، وأدعو المولى عز وجل أن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يغفر لموحد هذه البلاد وأن يجعل ما قدمه لأمته ولوطنه في ميزان حسناته، وأن يجعلنا متحابين على الخير متعاونين في كل ما من شأنه بناء هذا الوطن ورفع هامته. وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة