تُعتبر ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية في غرة الميزان وهو اليوم الأغر الذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز المناسبة التاريخية العظيمة والسعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولمّ شتات هذا الوطن المعطاء على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -. اليوم الوطني، يوم توحيد هذا الكيان العملاق, مناسبة غالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهر وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم ولرجالات وطن سطّر التاريخ مواقفهم وبطولاتهم. كما أن الفخر بالانتماء يصاحبه شعور بالامتنان للملك المؤسس وأبنائه من بعده الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد - عليهم رحمة الله جميعاً - ولسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز متعه الله بموفر الصحة والعافية، ورجالات هذا الوطن المخلصين جميعهم الذين قدموا الغالي والنفيس، وبذلوا الجهود المضاعفة لخدمة الدين والوطن، لينعم المواطن - في ظل هذا القيادة الرشيدة - برغد العيش والأمن والأمان مما يجعله يفخر بانتمائه لهذا الوطن المعطاء. تمر علينا هذه الذكرى لنستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته وخلفه من بعده خير خلف أبناؤه الملوك، الذين نهجوا الطريق الذي رسمه الملك الأب القائد الملك عبد العزيز - تغمده الله بواسع رحمته - وتمسكوا بالثوابت التي أنارت حاضرنا ويستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد - إن شاء الله - من الرقي والتقدم في كل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن. فجدير في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا أن تكون وقفة للتأمل والتعمق في تلك الإنجازات التي تحققت والتنمية والتطور اللذين نعيشهما على مستوى كافة مجالات الحياة في هذا العهد الزاهر فهي ثمار جهد وعطاء المخلصين من أجداد وأباء مواطني هذا البلاد والتي لم تأت باليسير أو بالهين فهذه ثمار عطاء دام أكثر من اثنين وثمانين عاماً وهو الإرث العظيم الذي خلفوه لأبنائهم - نحن جميعاً أبناء هذا الوطن - الأمر الذي يجعل المسئولية تقع على عاتقنا جميعاً في استكمال البنيان ومواصلة المسيرة والمحافظة على هذه المكاسب حتى يستمر العطاء وتنعم الأجيال بثمار ما غرسته أيادي المخلصون في هذه الأمة وقبل ذلك كله واجب الشكر والثناء لله جل في علاه. كما لا يفوتني في هذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع - سلمه الله - وإلى كافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل والمقيمين على ثرى هذا الوطن الطاهر.