لاشك أن اقتصادنا الوطني يعد من أكبر الاقتصادات الإقليمية والعالمية، ولاشك أيضا أن الدولة والمجتمع السعودي وهو يحتفل بيومه الوطني، يرنو إلى تعظيم مكتسبات التنمية ومكتسبات الأمن والاستقرار في ظل بيئة إقليمية متلاطمة، ولهذا فإن معالم القوة السعودية عديدة مادية واقتصادية ومعنوية، ولا اختلاف عليها بين مختلف السعوديين، ولكن هذا لا يمنعنا من التفكير بمتطلبات بناء القوة المستقبلية، وأدواتها العلمية والاقتصادية، أولها التخطيط الاستراتيجي للموارد المالية والبشرية فالعصر القادم ليس كالماضي، فكل شيء فيه مختلف، لكن ومع ذلك كله وما حققناه من تنمية واقتصاد، ومدن جامعية واقتصادية ومالية، هو نتاج وانجاز وطني يدفعنا بحق أن نقف بشموخ احتراما وتقديرا لما حققه الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - والأكثر من ذلك كيف يمكننا أن نبقي جذوة الانتماء ووقود هذه الوحدة قائمة وسائدة، وكيف نحافظ على مكانتنا لنضمن مستقبلنا، فقد عمل السلف الأول أعمالا عظيمة وخالدة، ولهذا علينا أن ننظر لهذا الانجاز ليس في حالة الرغد والتنمية التي نعيشها اليوم، وإنما علينا أن ننظر لإرادة الرجال التي قهرت المستحيل وتعاملت مع التقلبات السياسية التي كانت سائدة آنذاك، والحكمة العظيمة التي مكنتهم في توطيد أركان هذه الدولة الراسخة والشامخة بعون الله، فاليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر (أيلول) من عام 1351ه / 1932م يعتبر يوم عظيم للوطن يتباهى فيه أبناء المملكة بكل فخر واعتزاز بذكرى احتفال بلادنا الحبيبة بيومها الوطني، ففي هذا اليوم سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية. وإذا كان للأمم أيام تمجدها، فإن احتفالاتنا باليوم الوطني يؤكد بجلاء مدى التضحيات التي قدمها الملك عبد العزيز - رحمه الله - ورجاله ومدى وفائهم لبلدهم حيث قاد ملحمة التأسيس التي اتسمت بإخماد الفتن والقضاء على العصبية القبلية ووضع أسس الدولة الحديثة وثبت أركانها، ونشط اقتصادها وقادها إلى بر الأمان في فترة مضطربة من تاريخ المنطقة والعالم اجمع كان نتاجه بناء دولة حديثة، فالملك عبد العزيز ال سعود - رحمه الله - وبما وهبه الله من القيادة والإيمان وقوة الشخصية وحسن والتصرف استطاع بحنكة الرجال أن يؤسس دولة حديثة من أجل أن تسمو المملكة وتعلو راياتها بين الأمم، حتى أصبحت المملكة تحتل مكانا مرموقا ومؤثراً على الساحة الخليجية والعربية والدولية وملاذاً للفرقاء والمتخاصمين، إنجازات الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - كبيرة لا تحصى ولا تعد ووضعت المملكة في مصاف الدول والقوى الاقتصادية الكبرى المنتجة والمصدرة للنفط، فالاهتمام بالتعليم والصحة والنقل والمياه والطاقة والزراعة والتجارة والصناعة والاتصالات، ساهم في تفعيل دور المملكة محليا وعالميا وصار لها مكانة مرموقة في المجموعة الدولية سواء من خلال منظمة الأممالمتحدة أو البنك الدولي أو مجموعة العشرين أو الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى، حتى أصبحت السياسة التي رسمها الملك عبد العزيز - رحمه الله - إحدى السمات المميزة سياسيا واقتصاديا. فسياسة المملكة مبنية على الوضوح ومناصرة الحق والعدل واستقرار الأمن والحرص على التعاون وتوثيق العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، لذا على الجميع وخاصة المشرفين على اقتصادنا في ذكرى يومنا الوطني هذا تأصيل الانتماء وترسيخ حب الوطن وتعزيز الهوية الوطنية والتحلي بروح المسؤولية والإخلاص في العمل ومضاعفة الإنتاج وأن يتنافس الجميع بشرف من أجل رقي ورفعة اقتصادنا الوطني بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله- [email protected] مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية