احتفل العالم يوم الخميس الفائت الموافق 23 أغسطس باليوم العالمي لذكرى الاتجار بالرقيق عبر الأطلسي وإلغائه من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وأتى هذا التحرير إثر كفاح استمر مدة 400 عام توّج أخيرا بثورة العبيد في «سانت دوينجو» في جزر الكاريبي انتهت بإثارة حقوق الإنسان وبالتالي نيل الحرية. ويقدّر عدد العبيد الذين تم ترحيلهم إلى أوروبا والأمريكيتين بما يقارب 12 مليون من بينهم رجال ونساء وأطفال. يستخدمون في أعمال البناء والزراعة والعمل في البيوت وغير ذلك.. إن إحياء مثل هذا الذكرى فرصة عظيمة لنبذ العنصرية وتوعية الناس عن مخاطر التحيّز. ولو عدنا أدراجنا نحو ثلاثة عشر قرنا لوجدنا أن النبي الكريم لفت انتباه الجزيرة إلى الرقيق وحث على عتق الرقاب وحسن التعامل معهم. إلى أن انتهى نظام العبودية في الجزيرة العربية بقرار من الملك فيصل رحمه الله. لكن السؤال الذي بقى عالقا للآن: هل انتهت العبودية والعنصريات من العالم, أم اتخذت أشكالا أخرى خفيّة؟ بدأت دول الخليج باستقدام عمالة خارجية - سابقا - نظرا لصغر عدد السكان وانخفاض مستويات المشاركة في القوى العاملة, مما اضطرها للاستعانة بالطاقات الخارجية. منها بدأت معاناة العمالة المهاجرة بدءاً بسماسرة العمالة من الدول المرسِلة إلى المستقبل الغامض والمجهول الذي ينتظرهم في الدول المستفيدة بحيث تتعمد مكاتب الهجرة عدم الوضوح فيما يخص طبيعة العمل والتوعية الكاملة للظروف والبيئة والحقوق والرواتب. هذا علاوة على المبالغ الطائلة الذي يدفعها العامل لهم والتي ستؤدي خسارة فرصة العمل إلى كارثة اقتصادية تودي بأسرهم كاملة. كما أن نظام الكفالة والإقامة المؤقتة لا تكفل أمانا اقتصاديا لهم حتى الآن. ناهيك عن التجارب الاجتماعية الصعبة الذي يعيشها هؤلاء تحت ضغوط بعض الكفلاء عديمي الإنسانية. و الغريب أنه حتى مع ازدياد عدد السكان في دول الخليج وزيادة عدد الخريجين ومشروع سعودة الأيادي العاملة في السعودية يبقى عدد العمالة ضخما حيث يتراوح عددهم من 25 % في المملكة العربية السعودية إلى 66 % في الكويت وإلى أكثر من 90 % في الإمارات العربية المتحدة وقطر. حسب مركز الدراسات الدولية والإقليمية في قطر. أقول: إما أن نكفل لهؤلاء وضعا إنسانيا واقتصاديا آمنا أو نسرحهم لأوطانهم!.. و الآن.. هل العمالة المهاجرة وما تلاقيه من سوء معاملة وخداع وغش من مكاتب الهجرة إلى ما يقاسونه من بعض الكفلاء في دول الخليج.. يعتبر نوعا حديثا من العبودية؟ ثانيا: الاستبداد ضد المرأة واستغلال الأطفال كأيادٍ عاملة.. هل يعتبر نوعا من أنواع الاسترقاق؟ وعلى الصعيد الاجتماعي هل طبقات المجتمع والنعرة العصبية في التفاضل بين القبائل والأعراق الذي ما يزال قائما في مجتمعاتنا العربية.. هل هو امتداد للعنصرية؟ تلك أسئلة بحاجة ماسة إلى إجابة أتركها لك عزيزي القارئ.. [email protected]