كعادته فاز كورنيش جدة طوال أيام العيد ولياليه بنصيب الأسد من الزوار والمرتادين الباحثين عن الجو العليل والمناظر الرائعة، كما اكتظ على امتداده وخصوصاً منطقة الحمراء بالمرتادين صغاراً وكباراً، مؤكدين بذلك على أن (الكورنيش) يحافظ عاماً بعد عام على مكانته المتميزة في نفوس أهل المنطقة الغربية ومحبيه كوجهة مفضلة ورئيسية للمواطنين والمقيمين على حد سواء والراغبين في الاستمتاع بقضاء أوقات جميلة وهادئة أثناء فترة الإجازة وبعيداً عن الروتين وصخب الحياة اليومية. وقال المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ محمد العمري، إن مظاهر العيد السعيد تحيي الكثير من التقاليد والعادات الأصيلة التي تتميز بها المنطقة والتي يمتد بعضها إلى عشرات السنين وما زالت محل احترام وتقدير كبيرين، مشيراً إلى أن للعيد في مدينة جدة بهجة خاصة ومميزة ففيها عادات اندثرت منذ زمن ومنها باق حتى حالنا اليوم. وفي حين سادت أجواء جميلة ورائعة منطقة كورنيش جدة عروس البحر الأحمر ابتهاجاً بعيد الفطر السعيد امتزجت فيها فرحة وسعادة الأسر والعائلات والأطفال بالعيد في حضرة مناظر البحر الأحمر الجميلة بالإضافة إلى تدشين العديد من الفعاليات الشيقة والممتعة في عدة مواقع، حيث افترش زوار وأهالي جدة أرض الكورنيش في حلقات سمر وضحك وفرحة وسعادة حتى طلوع الفجر، فالعيد بالنسبة للعائلات والشباب أوقات جميلة للتلاقي يجمعهم بعد غياب ويؤصل وترسخ قيمة الترابط الاجتماعي وعادات وتقاليد أصيلة. عدد من رواد الشاطئ أكدوا للجزيرة أن قضاءهم للعيد على الشاطئ، يأتي بعد انقطاعهم عن زيارته طيلة شهر رمضان المبارك للعبادة، ولسان حالهم يقول: جدة غير و(العروس) حلوة بحراً وبراً، كما أن كورنيش جدة يعتبر من أجمل السمات التي تميزها ويمتد بطول الساحل لما يزيد عن 48 كيلو متراً (35 كم منه تحتوي مرافق وخدمات عامة) ويملك أحدث تجهيزات الرفاهية والمناظر الرائعة للبحر، وعند المشي باتجاه مركز المدينة يمكن مشاهدة نافورة جدة العلامة الفارقة التي ترتفع قرابة 262 متراً عن سطح البحر. الأستاذ محمد العمري، قال بدوره إن فرع الهيئة العامة للسياحة في منطقة مكةالمكرمة يكثف جهوده بصورة مستمرة لتهيئة أماكن الجذب السياحي على مدار العام، وخصوصاً مدينة جدة التي تمتلك العديد من المحفزات وتابع قوله: «حينما نتحدث عن جدة فنحن حقيقة نتحدث عن مدينة باتت من أكثر المدن السعودية شهرة فهي تحتضن مرافق ومنشآت سياحية متطورة كالفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات، إضافة إلى المطاعم التي تقدم ألواناً مختلفة من الأطعمة، والمراكز الترفيهية والمتاحف الأثرية والعلمية والتاريخية ومتاحف التراث، وتحتوي المدينة على أكثر من 320 مركزاً وسوقاً تجارياً، وبذلك تمثل ما يزيد على 21% من إجمالي الأسواق والمراكز التجارية بالمملكة، وتعرف جدة بالمتحف المفتوح لوجود أكبر عدد من المجسمات الجمالية (360 مجسماً) صممها فنانون عالميون في فن النحت، كما أن الفرع استعد منذ وقت مبكر لاستقبال الزائرين لجدة. وتعمل أمانة محافظة جدة حالياً على قدم وساق لإنهاء مشروع تطوير الكورنيش عدة مراحل، المرحلة الأولى من تطوير الواجهة البحرية ستنتهي خلال الأشهر القادمة وتبلغ تكلفتها 180 مليون ريال، كما أن المشروع يقع على امتداد الكورنيش الشمالي بطول 3.8 كيلو، حيث تم تقسيمه لثلاثة أجزاء بدءًا من دوار النورس شمالاً وحتى شارع صاري، والجزء الثاني حتى شارع عبدالله عبد الجبار، ثم الجزء الثالث من المشروع والممتد من شارع عبدالله عبد الجبار وحتى مركز حرس الحدود جنوبا. ويشمل مشروع التطوير على مسطحات خضراء وألعاب أطفال ومقاعد جلوس وفق تصاميم فريدة وعالمية وأشجار نخيل وكذلك عدد 13 موقعًا استثماريًا ما بين أكشاك تجارية ومطاعم، بالإضافة لعدد 9 وحدات دورات مياه تضم كل وحدة 6 حمامات، علاوة على أن المشروع سيحتوي على ممشى عام يمتد بطول الكورنيش وبمحاذاة البحر وسيتوفر نوافير وأعمدة إنارة صممت بشكل مغاير وجمالي حيث أصبحت مهيئة بشكل كامل للمناسبات العامة وكذلك يوجد شبكات ري وخزان لري المزروعات وممرات رخام وجرانيت.