في رياضتنا - وتحديداً كرة القدم - يصعب علينا تحديد الأولويات التي من شأنها تقديم عمل رياضي جيد بسبب كثرة الأحداث الرياضية التي تحدث في كل موسم، والتي تؤثرعلى تحديد الأولويات من خلال بعض النقاشات الرياضية المبنية على محصلة عامة لفترة زمنية سابقة؛ فعلى سبيل المثال التعصب، وبعض التجاوزات من بعض جماهير الأندية كالنزول للملعب، ناهيك عمّا يحدث في الإعلام، واليوم تعود قضية (القزع) مرة أخرى وما يصاحبها من ردة فعل من قِبَل مسؤولي الأندية والجماهير، وقبل ردة الفعل منظر حلاقة الشعر أمام كاميرات التلفاز وما صاحبها من استهجان ونقد حاد إعلامياً وجماهيرياً؛ لهذا نحن نعيش في دوامة يصعب فيها التركيز وتوجيه العمل الرياضي وفق منهج واضح هدفه التطوير؛ إذ لا يمكن أن ننشد التطوير ونحن نتوقف أمام قضايا سهلة تُحل بالتنظيم ووضع القوانين الصارمة التي تجنبنا الوقوع في مثل هذه الإشكاليات مستقبلاً. الملاعب السعودية عانت كثيراً من قضية نزول بعض الجماهير للملاعب وما صاحبها من فوضى أثناء المباريات، وأخذ هذا الأمر وقتاً طويلاً إلى أن تم تجاوزه بعد أن صدرت قرارات صارمة تجعل من يريد أن يُحدث فوضى وينزل إلى أرضية الملعب يفكر مليون مرة في ما سيحدث له بعد أن يتم القبض عليه، هذا الأمر انتهى أو شبه انتهى من ملاعبنا، لكن بعد أن أخذ وقتاً طويلاً في البحث عن حل يمنع تكرار هذه الظاهرة في ملاعبنا. قضية (القزع) التي ظهرت على السطح مع بداية هذا الموسم وكان بطلها حارس نادي الشباب والمنتخب السعودي وليد عبدالله الذي لم يحسن التصرف لا في القول ولا في الفعل؛ فلم يكن مقنعاً في تبريره، وقد لا يتحمل وحده كل المسؤولية فيما حدث، هناك أطراف أخرى تقع عليها المسؤولية وهم المعنيون بالشأن الإداري في نادي الشباب والمنتخب السعودي؛ لأنهم مطلعون على التعليمات وملمون بكل اللوائح الصادرة من اتحاد الكرة. القرار الخاص ببعض قصات الشعر صدر في وقت سابق من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا أوضح مع بداية هذا الموسم لوسائل الإعلام أنه قد شدد على كل حكامه بعدم التهاون في هذا الأمر؛ إذن لماذا لا يصبح لدينا ثقافة الامتثال وتطبيق النظام؟ هذا أمر غريب ومؤثر قد يفهم منه المتابع غير السعودي أننا شعب لا نقبل النظام ولا نحترم القوانين!! في هذه القضية تحديداً لا يجب أن نتوقف عندها كثيراً وتأخذ وقتاً طويلاً، الأمر يحتاج فقط لقرارات قوية تمنع تكرار مشهد (الحلاقة) مرة أخرى في ملاعبنا، وقبل صدور القرار يجب أن يكون هناك معايير واضحة وفق ما ورد من نص شرعي عن (القزع)، مع توضيح هذا الأمر من قبل بعض المتخصصين من علماء الدين، ثم بعد ذلك تصدر قرارات تجعل هذا الأمر يختفي من ملاعبنا مستقبلاً، ولا نضيّع الوقت في مناقشته، فلدينا من هموم الرياضة ما يندى له الجبين، قد يقول قائل: إن هذا الأمر يتعلق بمسألة دينية ورد فيها نص شرعي، حيث ورد عن- الرسول عليه الصلاة والسلام- أكثر من حديث يحرم (القزع) ويشرح معناه؛ لهذا هو أمر يستحق النقاش، وأنا هنا أتفق مع رأيي كهذا تماماً، لكن أمر (القزع) أصبح يتكرر مع كل موسم، وحتى ينتهي هذا الأمر نهائياً كان من الضروري وضع الحلول في وقتها دون أن نسمح لهذه القضية أن تتكرر مع كل موسم. ما حدث قبل بداية مباراة الشباب ونجران تحول إلى رأي عام ومحور نقاش في كثير من اللقاءات العامة والخاصة، وبدأ الجميع يبحث عن اللاعبين الذين شاركوا في المباريات الأخرى بقصات شعر مخالفة حتى يشكك في قرارات لجنة الحكام وعدم حياديتها، وينقل صورة خاطئة لجماهير فريقه بأن فريقه مستهدف، ولن ينتهي هذا الأمر عند هذا الحد بل ستدون ضمن المخالفات التي وُقّعت على فريقه خلال الموسم، وعندما يحضر الإخفاق سيكون هذا الأمر ضمن مجموعة أخطاء كثيرة وقعت على فريقه منعته من تحقيق الإنجازات حتى ينجو من غضب جماهيره؛ لهذا أنا أقول يجب أن يكون هناك نظام واضح وصريح لكل قضية تحدث في رياضتنا دون أن نتهاون في مثل هذه القضايا، وألاّ نترك مجالاً للتأويلات. دمتم بخير. سلطان الزايدي [email protected] - تويتر - @zaidi161