أعلن «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات» (جيبكا) أنه يتوقّع حضور أكثر من 300 من أكبر خبراء الموارد البشرية في قطاع البتروكيماويات لمنتدى «رأس المال البشري» الثاني، والذي ينظمه الاتحاد في دبي خلال شهر أكتوبر القادم، وخلال فعالياته سيدخلون في نقاشات بناءة وجدية حول مسألة تأمين الوظائف وإدارة المواهب. وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون، أمين عام «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات: «شهد قطاع البتروكيماويات في منطقة الخليج توسعات ضخمة، ومن هذا المنطلق، هنالك حاجة ماسة للمواهب والمهارات الواعدة. ويعتبر قطاع تحوّيل الغاز والمشتقات البترولية إلى بتروكيماويات أحد أهم القطاعات الاقتصادية الواعدة بإيجاد فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين في منطقة الخليج، ولكن هذا القطاع يحتاج إلى مهارات عالية، الأمر الذي يتطلب إخضاع الخريجين الجدد الداخلين حديثاً في سوق العمل، إلى برامج تدريب وتأهيل متخصصة ومستمرة للحصول على الكفاءات القادرة على تعزيز تنافسية هذا القطاع.» وأشار الدكتور السعدون إلى أن معدلات النمو السكاني العالية في دول الخليج جعلت من تطوير قطاع البتروكيماويات مطلباً ملحاً، واستشهد عن ذلك بإيراد التقارير التي أصدرها مؤخراً صندوق النقد الدولي والأمم المتّحدة التي أشارت إلى أن شريحة الشباب تحت سن 25 عاماً تمثّل نسبة 28% من إجمالي التعداد السكاني في قطر و49% في المملكة العربية السعودية. ووفقاً لتلك التقارير فإن دول الخليج قامت، خلال العقد الأخير، بتوفير ما يصل إلى 7 ملايين فرصة وظيفية، وأن مليوني فرصة منها فقط استفاد منها مواطنو هذه الدول، مما يؤكد الحاجة الماسة لدى الشركات المنتجة للبتروكيماويات والكيماويات في تقديم فرص أكثر للقوى العاملة المحلية. وأردف الدكتور السعدون: لم يعد السؤال يكمن في إيجاد فرص وظيفية بل في تأمينها لمواطني دول الخليج، إذ إن اقتصادات هذه المنطقة تقوم بإيجاد الوظائف ولكنها لا تقدّم ما يكفي من الفرص إلى العمالة الوطنية. وهذا النقص يشير إلى هوة عميقة في حجم المهارات المطلوبة والحاجة الضرورية لوضع خطط استراتيجية أكثر فعالية، وذلك كي يتماشى النمو الاقتصادي مع احتياجات السكان المحليين. ومن هذا المنطلق، فقد أصبح تعزيز التعاون والتنسيق المتواصل بين الحكومة والجهات المعنية ذات الصلة بالقطاع ضرورة ملحة بهدف الاستثمار المكثّف في عمليات التدريب في التعليم العالي والمهني بمستويات عالمية مرموقة.» وأضاف بقوله: «من الضروري العمل باستمرار على رفد السوق بالمواهب لتحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل، بالتزامن مع تزويد مجموعة متنوعة من التقنيين والمهندسين والمدراء وموظفي الدعم الذين يمتازون بالمهارات اللازمة. هذا وسيناقش المنتدى استراتيجيات تطوير الموارد البشرية واستقطاب المواهب الناشئة وآخر المستجدات في هذا المجال.» وسيتطرق المنتدى إلى عدد من المواضيع الهامة خلال يومين ومنها إرساء ثقافة التحوّل والتغيير في بيئة العمل والترويج للإبداع وقيادة التغيير. كما سيتم تنظيم ورشة عمل تُقام قبل المنتدى، حول الدور الذي تلعبه القيادة في تحفيز التغيير وإدارته واستمراريته وصولاً نحو التميّز على الصعيد التشغيلي. وستدير ورشة العمل الاستشارية هلا التركي، الشريك والمدرب الأول للقيادة في معهد «التاءات» للتطوير القيادي. وأضاف الدكتور السعدون: «تعد التقنيات المتسارعة في التطوّر، وعولمة قطاع البتروكيماويات ونموه في الخليج على النطاق الواسع أسباباً لزيادة الطلب على توظيف أحدث مناهج تطوير القادة، على صعيد الاستراتجيات التشغيلية، وإدارة فرق العمل، وسيتم خلال جلسات عمل المنتدى استكشاف أفضل الأدوات والممارسات اللازمة لمساعدة أولئك الذين يديرون دفة القطاع في تعاملهم مع التحديات المستقبلة واغتنام الفرص المتوفرة بنجاح وكفاءة». وتأتي هذه الدورة بعد النجاح الذي حققته الدورة الأولى التي عُقدت العام الفائت بعنوان «منتدى جيبكا للمواهب»، والتي أقيمت أيضاً في دبي، واستقطبت نخبة من المدراء التنفيذيين والخبراء والمختصين على الصعيدين الإقليمي والدولي، لبحث أفضل الممارسات في تطوير الموارد البشرية، وسياسة الاحتفاظ بالموظفين والاستبقاء عليهم وانخراط القوى العاملة. ويشار إلى أن المنتدى الذي يحمل شعار «الريادة في التطوير من خلال تكامل الأداء» سيُقام في «جميرا كريك سايد» خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 18 من أكتوبر المقبل.