استهدفت نيران المروحيات السورية العديد من أحياء حلب، ثاني مدن سوريا الجمعة، مع استكمال الجيش السوري تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الاحياء التي ينتشر فيها الثوار، في حين حذرت عدة عواصم من مقتل المزيد من المدنيين ودعت الى وقف الهجوم. في هذه الاثناء، عرض ناشطون شريط فيديو ظهر فيه نحو مائة من الجنود النظاميين والشبيحة قالوا: إن الجيش السوري الحر اعتقلهم في حلب. واكد مصدر امني ان وحدات الجيش «استكملت تقريبا» انتشارها في محيط المدينة، مشيرا الى ان «الثوار ينتشرون من جهتهم في الازقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا». وكانت قوات النظام ترسل تعزيزات الى حلب منذ الخميس. فيما ذكر الثوار السوريون في مدينة حلب شمالي البلاد امس أنهم يستعدون لما وصفوه ب»أم المعارك»، في الوقت الذي دفع فيه الثوار والقوات الحكومية بتعزيزات إلى المنطقة, حسبما ذكر أبو عمر الحلبي، أحد قادة الجيش الحر. وقال الحلبي: إن أكثر من ثلاثة آلاف من المقاتلين الثوار من انحاء سورية انضموا بالفعل الى الثوار الموجودين في حلب منذ الخميس والبالغ عددهم الفين و500 وتدفع الحكومة بتعزيزات إلى المدينة وتقصف مروحياتها الحربية ومدفعيتها المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار. من جانب آخر فقد اعلنت عضو مجلس الشعب السوري عن حلب اخلاص بدوي انشقاقها ولجوءها مع اولادها الستة الى تركيا ومن المتوقع ان تتوجه الى قطر. وهي رابع عضو في البرلمان ينشق منذ بداية الاحتجاجات في مارس 2011. وفيما يتعلق بعدد القتلى فقد قتل 90 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة. من جانبه اعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة عن «القلق الشديد لاحتدام اعمال العنف في حلب». وقال بان كي مون «احث الحكومة السورية على وقف الهجوم» وأعربت عدة عواصم عن قلقها. وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «خسائر فادحة في الارواح وكارثة انسانية»، في حين دعت روما الى تشديد الضغوط على الاسد «لتجنب مجزرة جديدة». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «بشار وعبر تجميع المعدات العسكرية الثقيلة في محيط حلب، يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه». واعربت واشنطن الخميس عن خشيتها من ارتكاب «مجزرة» في حلب، مع استبعاد الخيار العسكري مجددا. من جهته ، قال الرئيس السابق لفريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود الجمعة إن سقوط الرئيس بشار الاسد ليس الا مسألة وقت لكنه لن يكون كافيا بالضرورة لإنهاء الحرب الاهلية في سوريا. وقال مود الذي انتهت مهمته في رئاسة 300 مراقب الاسبوع الماضي على خلفية تصاعد العنف، «طال الزمان او قصر، النظام سيسقط». واضاف ان «دائرة العنف وعدم التكافؤ في ردود فعل النظام وعجزه عن حماية المدنيين، تجعل ايامه معدودة لكن هل سيسقط بعد اسبوع او عام؟ هذا سؤال لا اجرؤ على الاجابة عنه».واعربت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي الجمعة عن «قلقها الشديد» حيال مصير المدنيين في سوريا وامكانية حصول «مواجهة وشيكة كبيرة» في حلب. من جهة ثانية، اعلنت وزارة الخارجية الهولندية الجمعة ان مصورا هولنديا وآخر بريطانيا كانا خطفا في شمال سوريا في 19 يوليو، افرج عنهما الخميس ووصلا الى تركيا. وعلى الحدود السورية الاردنية، قتل طفل سوري الجمعة اثر اصابته برصاص الجيش السوري اثناء محاولته وعائلته عبور السياج الحدودي بين سوريا والاردن فيما اصيب عسكري اردني حاول انقاذه اثناء تغطية الجيش الاردني لعبور هؤلاء الى للاردن. الى ذلك فقد دعا ضابط سوري منشق يسعى الى اسقاط النظام في سوريا، في مخيم للاجئين في تركيا الى تشكيل حكومة وحدة موقتة لتجاوز انقسامات المعارضة. وقال فايز عمرو ان «حل الازمة يمر عبر تشكيل حكومة موقتة تضم كل المجموعات العرقية في سوريا وتتعاون مع المجلس العسكري».