بداية أرفع العزاء إلى مقام والدنا خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، سائلاً الله العلي القدير أن ينزل على فقيد البلاد الغالي الأمير نايف بن عبد العزيز شآبيب رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب. لن أتطرّق في هذه العجالة إلى مناصرته لقضايا الأمّة الإسلامية في خارج المملكة أو داخلها، فقد سالت في ذلك وغيره من مناقب الفقيد أحبار وأحبار وذكر فيه أخبار وأخبار، لكن ما سأتطرّق له في هذه المشاركة إلى جانبين، الأول مدى صلته - رحمه الله - بالعلماء من خلال علاقته بوالدنا فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -، حيث كان يحرص - رحمه الله - على التواصل مع الوالد عبر اللقاءات والاتصالات الهاتفية، كما كان يزور الوالد - رحمه الله - في مخيمه في موسم الحج كل عام وكان يختصر مع الوالد لوقت طويل ويتشاور معه في الكثير من الأمور الشرعية المتعلّقة بالحج وغيره. وقد أشار - رحمه الله - إلى ذلك وأكثر، عندما تشرّفنا بزيارته في مكتبه بجده قبل أربع سنوات، لإطلاعه على نشاطات وإنجازات مؤسسة الوالد الشيخ محمد الخيرية، حيث أثنى على أعمالها وأكد على ضرورة الحرص على توثيق تراثه العلمي وحمايته من العبث. أما الجانب الثاني فهو موقف حدث عندما زار - رحمه الله - منطقة القصيم وكان ضمن برنامجه زيارة لمحافظة عنيزة، وكنت أرغب بدعوته لزيارتنا في منزل الوالد - رحمه الله - فاستأذنت من سمو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز - حفظه الله - في تقديم الدعوة للأمير نايف - رحمه الله - وعندما وصل إلى مقر الحفل في مبنى محافظة عنيزة وتشرّفنا بالسلام عليه، عرضت عليه الدعوة لزيارة منزل الوالد، فما كان منه إلاّ أن ردّ بالقول « بإذن الله إذا انتهى حفل المحافظة جينا نشرب القهوة عندكم « فأخبرت سمو أمير المنطقة بردّه وغادرت الحفل إلى المنزل لتجهيز المكان، وكانت فرحتي بتلبية الدعوة لا توصف، وقد أثبت - رحمه الله - أنّ ارتباطه بوالدي - رحمه الله - لم ينته بوفاته، وإنما استمر بتقديره لأبنائه وأسرته، والصورة المرفقة توثق هذه الزيارة في محرم عام 1423 ه. نسأل الله أن يتغمّد صاحب السمو الأمير نايف بن عبد العزيز بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب. رئيس مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية