إلى روح صديقي الراحل السفير (فواز التمياط) ** هل هذه هي (طلعة التمياط), إحدى هجرتنا الشمالية تلك التي تمتدّ طوال خط (التابلاين), ذاك الذي يلتوي كالافعوان في الصحراء ** لا ليست هذه هي طلعة التمياط تلك التي أعرفها كانت بمثابة بيت شعر كبير وقطعان من الإبل (ترتع) آمنة في الخلأ وصوت حصان أصيل , يمارس أبهى صهيل تردده البيد إلى الآن جيلاً ف(جيل) كان يعلوه (مشل) ذلك الفارس الشيخ, الشجاع, الكريم النبيل شاهراً سيفه, يتقطع من شدقيه الزبد دارعاً بالزرد ويزأر مثل الأسد انا أخو (شاهه) الذي قد جعلت الجموع بدد فجأة شد اللجام توقفت في (طلعه), ركز الرمح, قال: ههنا سأقيم طويلاً وأبني بها هجرتي. وستصبح يوماً بلد. وأبقى أنا مخلصاً للإمام العظيم طول الأمد مضى زمن الغزوات واصطراع القبائل و(الحنشلات) وعاش الجميع بظل الإمام الموحّد عبد العزيز وأبنائه (الصيد) حياه الرغد وفعلاً غدت (طلعة التمياط) كما كان يحلم يوماً (بلد)، وصارت حديقة ورد وضوء بتلك الصحاري, بل إنها أصبحت (جوهرة للشمال) الحبيب تتلألأ في الليل بل تتّقد ** سلاماً عليها إذن وسلاماً لها سلاماً لكلِّ الذين بها سلاماً (لمهندسها) الفذّ سلاماً لروح صديقي (فواز) ابن مشل حيث قد مات عنها بعيداً ولكنه في ثراها رقد.