ربما يرى البعض أن الأسلوب التكتيكي الذي طبقه يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم، في خططه وتغييراته في صفوف الفريق خلال المباراة أمام اليونان بدور الثمانية، ينم عن إفراط في الثقة بالنفس أو شيئاً من الغطرسة. وربما يرى البعض أيضا أن لوف ربما يكون قد استهان بالمنافس شيئا ما في المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الألماني على نظيره اليوناني 2/4 ، وتأهله إلى الدور قبل النهائي بيورو 2012 . ولكن العكس تماما هو الصحيح ، فقد كان لوف يشعر بقلق شديد من مواجهة المنتخب اليوناني الذي فجّر مفاجأة من العيار الثقيل عندما توّج بلقب يورو 2004 بالبرتغال ، والذي تغلب على نظيره الروسي 1 / صفر في دور المجموعات. وتوقع لوف دفاعا صلبا ومنافسة شرسة من جانب المنتخب اليوناني ، وحاول أن يدفع بأفضل العناصر المناسبة لديه في المباراة. وأجرى لوف تغييراً كاملاً لخط الهجوم في المباراة، وكان أبرز قراراته هو إراحة ماريو جوميز متصدر قائمة هدافي البطولة والذي قدم عروضا جيدة خلال مباريات الفريق في الدور الأول. ودفع لوف بالثلاثي ميروسلاف كلوزه وأندري شورله والوافد الجديد ماركو ريوس، بدلاً من جوميز ولوكاس بودولسكي وتوماس مولر. وكانت هذه التغييرات موفقة وسليمة، حيث حقق الفريق فوزاً كبيراً على نظيره اليوناني وحسم المباراة بأربعة أهداف كانت من نصيب ريوس وكلوزه وسامي خضيرة والقائد فيليب لام. التغييرات لم تكن مجازفة وقال لوف عقب المباراة التي أقيمت بمدينة جدانسك «بعد تحقيق ثلاثة انتصارات هنا ، لم يكن لدي أدنى درجة من عدم الرضا عن الفريق ، ولكنني كنت أخطط لإجراء التغييرات في التشكيل الأساسي لبعض الوقت». وأضاف «رأيت أنه ليس من المفترض أن نظهر بالشكل المتوقع في المباراة أمام اليونان ، لأنني شعرت بأنهم يستعدون جيدا لمواجهتنا. إنه أمر جيد أن تكون مخادعا من وقت لآخر. وأعتقد أن الخطة سارت بشكل جيد». ودائماً ما يشكل إجراء تغييرات في تشكيل حقق النجاح ، خطوة شجاعة من جانب المدرب ولكن ذلك لم يكن بمثابة مجازفة بالنسبة للوف كما كان الأمر يبدو في البداية. وكان كلوزه 34/ عاما/ الخيار الأساسي بالنسبة للوف في هجوم المنتخب الألماني قبل بداية البطولة ، ولكن اللاعب غاب عن التشكيل الأساسي في دور المجموعات، حيث كان في طريق التعافي من الإصابة. وشارك كلوزه بذلك في 120 مباراة ضمن صفوف المنتخب الألماني سجل خلالها 64 هدفا ، ليصبح متخلفا بفارق أربعة أهداف فقط عن جيرد مولر أبرز هدافي الدوري الألماني. كذلك كان يأمل شورله ، لاعب باير ليفركوزن والذي شارك للمرة 16 مع المنتخب الألماني ، اللعب إلى جانب بودولسكي ، وقد حصل على فرصته امام اليونان. ويعد ريوس ، الذي رحل من بوروسيا مونشنجلادباخ إلى بوروسيا دورتموند بطل البوندسليجا مقابل 17 مليون يورو 13.3( مليون دولار) ، واحدا من أبرز اللاعبين الواعدين في ألمانيا وقد شارك أمس للمرة السابعة ضمن صفوف المنتخب علما بأنه لم يشارك ل 90 دقيقة كاملة مع الفريق حتى الآن. واعترف لوف بأن استبعاد العناصر التي تألقت خلال دور المجموعات ، من التشكيل الأساسي في مباراة اليونان لم يكن سهلا «ولكن الوقت المناسب كان قد حان لإجراء التغييرات». إشادة يونانية وأشاد فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب اليوناني بالتغييرات التي أجراها لوف ، وقال إن فريقه «لم يكن يستطيع التنفس في بعض فترات المباراة» أمام ألمانيا. وأضاف سانتوس «لم نكن نتوقع تغييرات عديدة في التشكيل الأساسي للمنتخب الألماني. مدربهم أراد إجراء التغييرات لتجديد نشاط الفريق ، وأنا أراه أفضل تصرف من جانبه». وقد أكد لوف من خلال تغييراته في مباراة اليونان على أنه لديه العديد من الخيارات الهجومية للتعامل مع أي تحدي يواجهه في مباراة الدور قبل النهائي المقررة يوم الخميس المقبل في العاصمة البولندية وارسو. وقال لوف «أعتقد أن جميع المنتخبات الأربعة في الدور قبل النهائي مرشحة بقوة للتتويج باللقب. ونعرف أن هذه المباريات تحسم من خلال تفاصيل بسيطة ولا يمكننا ارتكاب خطأ». وكان المنتخب الألماني قد أطاح بنظيره الإنجليزي من كأس العالم 2010 ، لكنه خسر أمام المنتخب الإيطالي في الدور قبل النهائي لكأس العالم 2006 بألمانيا. كذلك لم يسبق للمنتخب الإيطالي الهزيمة أمام نظيره الألماني في أي مباراة رسمية. وقال لوف «كلا المنتخبين (الإيطالي والإنجليزي) منظمان بشكل جيد. المنتخب الإنجليزي أصبح أفضل بكثير مما كان عليه في 2010 ، حيث بات أكثر تنظيماً تحت قيادة المدير الفني روي هودجسون. إنه فريق رائع من الناحية الدفاعية والانطلاقات السريعة». وأضاف «الوضع ينطبق على المنتخب الإيطالي. فهو فريق جيد من الناحية الدفاعية ويمكنه تقديم كرة قدم جيدة كما أنه منظم ويشكل خطورة كبيرة على منافسيه من خلال مهاجميه».