بقلوب غمرها الحزن وعمرها الإيمان بقضاء الله وقدره ودع الوطن فقيده الكبير المغفور له -إن شاء الله- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بعد حياة حافلة سخرها الفقيد الكبير لخدمة الوطن والذود عن حماه والسهر على راحة المواطنين والحرص على رعاية المجتمع والتصدي لكل ما يمس أمنه واستقراره وما يمكن أن يهدد أبناءه من الأفكار الضالة والسلوكيات المنحرفة وفي ذات الوقت كان -رحمه الله- يوصي القائمين على قطاع توطين الوظائف ببذل أكبر جهد ممكن لتطبيق برامج السعودة وتوظيف أبناء وبنات الوطن في مختلف المجالات التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل. كما عاشت قطاعات الدولة الأمنية مع سموه مسيرة حافلة بالتطور لم يبخل عليها -رحمه الله- بوقته ولا بجهده ولا بفكره ووفر لها كل الإمكانات البشرية والمالية حتى بات الأمن في الوطن مضرب المثل وانطلق بها نحو الآفاق العالمية في إستراتيجية مكافحة الإرهاب وبرامج المناصحة حيث أخذت كثير من الدول بالتجربة السعودية الرائدة في هذا المجال. وبحمد الله وفضله فإن ولاية العهد في هذا الوطن الغالي تنتقل من يد أمينة إلى يد أمينة بسلاسة تدل على قوة ورسوخ بنيان النظام السعودي واستقراره وتنم عن بعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز خير خلف لخير سلف وهو رجل دولة محنك تمرس في العمل الإداري والسياسي يتصف بالحكمة التي تجمع بين الحزم والحلم والإنسانية ودوره مشهود في دعم علاقات المملكة مع العالم الخارجي بعلاقاته المتميزة مع العديد من القيادات الإقليمية والدولية وهو قارئ مدرك ومطلع على السياسات الدولية الإستراتيجية وعلى الصعيد المحلي فالأمير سلمان مدرسة في فن الإدارة حيث الانضباط والدقة في المواعيد والسرعة في الإنجاز وتكفي الرياض شاهداً على ذلك فقد جعلها سموه الكريم من كبريات العواصم والأمير -حفظه الله- شخصية اجتماعية اكتسبت شعبيتها بسجلها التاريخي الحافل بالإنجازات الوطنية وبالتواضع والقرب من الشعب بكافة أطيافه فهو صديق الإعلاميين والمثقفين وداعم الباحثين والمؤرخين وهو أمير في إنسانيته وفي تواصله الاجتماعي ورائد في الأعمال الخيرية من خلال رعايته للعديد من جمعيات النفع العامة الخيرية والإنسانية. وبرغم مشاعر الحزن التي سادت الوطن بوفاة ولي العهد الأمير نايف -رحمه الله- إلا أن العزاء كان باختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله- للأمير سلمان ولياً للعهد وهو الاختيار الذي توقعه الجميع ثقة بمزايا سموه الشخصية وما يمتلكه -حفظه الله- من خبرات ثرية وإلمام تام بالملفات السياسية والإدارية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والدبلوماسية. ويشرفني في الختام أن أقدم أجمل التهاني وأصدق التبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية بالثقة الملكية الغالية، كما أهنئ الوطن والمواطنين بسلمان وأحمد سائلاً المولى القدير أن يمدهما بعونه وتوفيقه، وأن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار. نائب وزير التعليم العالي سابقاً