سلمان الاسم، عندما يلامس الآذان، سلمان الإنسان، عندما تراه العينان، لا عجب أن تتحرك المشاعر عند سماع اسمه، ويسري في الكيان اطمئنان عند رؤية شخصه، مشاعر جياشة تغمر الوجدان سرورا وسعادة وبهجة، لقد تأكدت هذه المشاعر بجلاء عند صدور الأمر الملكي الكريم من مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد، بهذا الأمر الكريم الموفق، ارتاحت النفوس، وهدأت الخواطر، أمر أثلج الصدور وأفرحها وأسعدها وطمأنها على المستقبل الآتي بإذن الله. من مؤشرات توفيق الاختيار، وسداد الرأي، أن الكل مجمع على أن الأمير سلمان يعد الخيار المتوقع بصفة عامة وبدرجة عالية بين كل فئات الشعب، على اختلاف بيئاتهم الجغرافية، ومستوياتهم العلمية والثقافية، وانتماءاتهم الفكرية، كل هؤلاء يرون أن الأمير سلمان خيارهم الأول، نظرا لما يتمتع به من سمات شخصية ذاتية مميزة جعلته في منزلة رفيعة من التقدير والاحترام بين كل تعامل معه أو تواصل، هذه السمات أكسبته حب كل الذين راجعوا سموه وعرضوا عليه شأنا من شؤون حياتهم، ومما عزز الصورة الذهنية البهية عن سموه تلك شمائل التي اكتسبها من سير إخوانه الملوك الكرام الذين عاصرهم، لقد اكتسب منهم النجاحات في كل مجالات الحياة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ووظفها خبرات ناجحة في الإدارة والعلاقة، وصنع بها عطاءات يشهد لها واقع الرياضالمدينة التي لا تنام ولا تتثاءب، المدينة التي مازالت في نمو متسارع يسابق الزمن للوصول إلى قمة المجد، رسم سلمان معالم مجد الرياض برؤية ثاقبة متطلعة إلى واقع يجعل الرياض عاصمة تباهي العواصم الأخرى جلالا وجمالا. لقد تحولت الرياض من بيئة جغرافية صغيرة المساحة، قليلة الإمكانات والموارد، بدائية البنية والبنيان، سبل الحياة فيها صعبة قليلة الفرص والمجال، مدينة لا تتوافر فيها أبسط وأهم مقومات الحياة الضرورية، إلى مدينة شامخة البنيان، تنبض بالحياة والحيوية، أين ما اتجهت تجد ما يسر العين، ويبهج الخاطر، ليس في بعدها المادي، بل في فرص الحياة الكريمة التي ينعم بها كل من حط رحاله في الرياض، حيث الأمن والأمان، والحياة الكريمة. عديدة هي الصور الجميلة البهية التي تزخر بها سجلات الإنجاز التي صنعها الأمير سلمان وأشرف على إدارتها، سجله حافل بإنجازات في الإدارة، في التنمية المادية والبشرية، في العلاقات الاجتماعية وفي اتواصل والاتصال في محيطه الخاص والعام. من الدروس التي تعلمناها من سموه وهو يدير جلسات مجلس منطقة الرياض، أنه كان يتوقف عند كل موضوع من موضوعات التقارير التي تعدها اللجان المختصة في المجلس، فبعد أن يفرغ رئيس اللجنة من عرض الرأي أو التوصية تجاه موضوع ما، يطلب سموه من رئيس اللجنة التوقف، ثم يطلب من أعضاء المجلس إبداء الرأي حيال التوصية، بل إنه كان يدفع الأعضاء ويشجعهم على إبداء الرأي في الموضوع المعروض، هل يؤيدونه ويوافقون عليه؟، أم يعترضون عليه ويسددونه بما يرونه من مرئيات وإضافات، في البدء كان البعض يتردد في إبداء الرأي مهابة في النفس لسموه وتقديرا له، لكن رغبة سموه في إبداء الرأي، وتشجيعه للرأي الآخر والترحيب به، عزز الثقة في نفوس الأعضاء وساعدهم على المبادرة في تقديم الرأي والتفاعل مع ما تعرضه اللجان من توصيات وخاصة ذات صلة بالنفع العام. المهابة والمحبة شعوران مختلفان، هل يجتمعان في قلب واحد؟، لرجل واحد؟، تساؤل تبدو الإجابة عليه واضحة، الواقع أثبت أنهما اجتمعا وتوافقا وامتزجا معا تجاه سلمان، هنيئا له ما وقر في النفوس تجاهه، مع دعوات صادقة بأن يمنحه الله التوفيق والسداد والنجاح فيما أوكل إليه من مهمات عظام هو أهل لها بكل كفاءة واقتدار.