قرار حكيم من رجل الدولة الأول عندما أصدر أمره الكريم بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائباً لرئيس مجلس الوزراء ولياً للعهد وزيراً للدفاع. إنها مسؤوليات مهمة، لكن يبقى للأمور المهمة الرجل ذو الهمة والمقدرة. لقد جاء القرار والجميع ينتظره؛ لأن سلمان وخبراته المتراكمة في خدمة هذا الوطن الغالي كلها تصب في النفع العام، فمن إمارة الرياض لخمسين عاماً ثم إلى وزارة الدفاع والآن ولاية العهد.إن الأمير سلمان استطاع أن يجعل من مدينة الرياض أكبر وأفضل عاصمة في الشرق الأوسط؛ فهو بحق مهندس هذه النهضة الشاملة لعاصمة بلادنا، حتى أصبحنا نفاخر بعاصمتنا الغالية، سواء في تنفيذ الخدمات أو شق الطرق أو إنشاء المستشفيات العلمية، كما نجد الرياض خلية نحل في مشاريعها كافة. ومع ذلك كان لهذا الرجل مواقفه التي لا تُنسى في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين داخل وخارج المملكة. لقد كسب الأمير سلمان محبة وثقة الجميع بما يقوم به من أعمال وجهود، إلى جانب أنه رجل الصحافة الأول، وكما قال أحد الأدباء الصحفيين «كان الأمير سلمان يقرأ صحفنا ويبدي ملاحظاته حتى قبل أن نقرأها». واهتمامه - حفظه الله - بتاريخ بلادنا يعلمه الجميع، حتى استطاع أن يجمع كل ما له علاقة بتاريخ هذه البلاد، ونجده يكرِّم أصحاب المكتبات ومن يقدم له أي وثيقة أو مخطوط أو تاريخ يهم الوطن، وكثيراً ما يقوم بالتعليق على بعض الأحداث التاريخية، ونجد في تعليقاته العلم الغزير والمعرفة بأدق الأمور؛ لذا نجد أن دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد والعديد من المكتبات احتوت الكثير من هذه المخطوطات والوثائق التي نعتز بها.كما أن أميرنا - حفظه الله - مثال للموظف المحافظ على وقته الرسمي؛ فتجده في مكتبه يأتي مبكراً، ويستمر حتى انتهاء الدوام الرسمي للدولة، إلى جانب لقاءاته خارج أوقات الدوام، وكان اهتمامه بالعلماء وحفظة كتاب الله من الأمور ذات الأولوية لدى سموه الكريم.لقد جاء قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين الأمير سلمان ولياً للعهد والأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية في مكانه المناسب، وهو ما جعل الجميع يشكرون خادم الحرمين الشريفين؛ حيث إن الأمير سلمان والأمير أحمد خير خلف لخير سلف. نرجو الله الكريم أن يوفقهما في خدمة الدين والمليك والوطن. عبدالله بن محمد أبابطين