(الصدمات والأزمات محاضن لاختبار الإمكانات)... حقيقة أكدها التاريخ وسجل في سفرها مواقف ودروساً... كنت سأكتب مقالي هذا بعد إعلان وفاة الرمز الراحل سمو الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - غير أني التزمت بموعد نشر هذه الزاوية في كل سبت لكي لا أُزاحم الآلاف الذين تشظّت قلوبهم حروفاً تبكي ألماً وحرقة على فقد النايف (نايف)... لن أكتب اليوم في حزن نايف ليقيني أن ما بقي من الرجل أكبر من أن يُطوى ويُنسى... وفي رحم الألم تكمن رحمة الأمل، وقد برزت صلابة مؤسسة الحكم والحكمة في المملكة العربية السعودية في رحيل نايف، كما تجلت قبلها في رحيل سلطان - يرحمهما الله - لتؤكد للمحللين والحالمين أن هذا الكيان (المملكة العربية السعودية) يملك من مقومات صناعة المستقبل أضعاف ما يملكه من ذخائر التاريخ... فالنخلة الباسقة التي ترسم طهارة هذه الأرض تملك من امتداد الجذور في قلوب أهلها ما يجعل أي ريح تمر عليها لا تعدو أن تكون أكثر من ذكرى وشاهد على رسوخ الوجود. ْْْْْْْْْْرحل نايف وجاء سلمان وظل طود الوطن شامخاً يظللنا بأفياء التنمية كما كان... لم تكد تنفرج أسارير المتربصين بنا وبوطننا برحيل نايف حتى عضوا أصابعهم ألماً وندماً بقدوم سلمان... ففي هذا الوطن السعودي الكبير لا يموت سيدٌ إلا ويقوم آخر. غادرنا الحكيم نايف وجاء الحكيم سلمان... فالأمير سلمان باحثٌ في التاريخ يملك من استيعاب دورته ومخزون دروسه ما يجعله منارة للحكمة والرأي... وله من تجربة تنمية المركز (العاصمة) ما نأمل أن يصل خيره وأثره إلى الأطراف، سلمان.. العارف والخبير بأبعاد الحراك الثقافي والمعرفي والقريب من صُنَّاعه، سيعزز بلا شك حضور الثقافة والمعرفة في تنمية الإنسان والمكان. حُزننا على الفقيد الأمير نايف يجعلنا اليوم نستذكر نتائج تجربته، فقد بنى - يرحمه الله - مؤسسة أمنية احترافية تملك من مصادر القوة والتجدد ما يحفظ عزة الوطن ومنعته، ولعل أبرز تلك النتائج استبشار الوطن اليوم بالأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية الجديد ذي الخبرة الأمنية الواسعة والمعرفة الإدارية المتقدمة والعدالة المشهودة. أخيراً.. لا نقول سوى: شكراً خادم الحرمين الشريفين فقد اخترت ولي العهد سلمان... ووزير الداخلية أحمد القوييْن الأمينيْن لخدمة الوطن. دمتم وإلى لقاء. عبر تويتر: fahadalajlan@