الحمد لله على قضائه وقدره، له الأمر من قبل ومن بعد، فلقد كان لوفاة سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وقع محزن في نفوسنا جميعاً، ولم نصدق الخبر في بدايته من هول الفاجعة لأن سيدي يحتل سويداء القلوب لكل السعوديين والعرب والمسلمين، لكنه لا راد لقضاء الله الذي كتب لنفسه البقاء سبحانه ولعباده الفناء.. ولقد تألمت أشد الألم كغيري من أبناء هذا الوطن الذي كان فيه سيدي ركناً من أركان الحكم، وقائداً وراعياً للأمن وملحمته القوية التي لم تهتز مع مرور السنين.. فنايف بن عبدالعزيز لم يكن رجل الأمن ووزيره فحسب، بل كان رجل الدولة والتنمية الذي قاد ورعى برامج التطوير في هذه البلاد من خلال ترؤسه للمجالس واللجان التي قادت العمل التنموي بكل أبعاده تحت إشراف وقيادة مليكنا الغالي -حفظه الله ورعاه- والأمير نايف -غفر الله له- قاد وبشكل خاص إستراتيجية القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، وأسس لمنظومة أمنية ظل المواطن يعيش في ظلالها الوارف حتى يومنا هذا ولا يزال، فهو مجموعة قائد في رجل اتسم بالإلهام والحكمة والحنكة والروية. ولو حاولنا تعديد إنجازاته لطال بنا المقام، فقد تعدى مهامه الرسمية إلى إنجازات إسلامية وخيرية، فقد رأس لجان الإغاثة للمنكوبين في شتى بقاع العالم، وأسس كذلك جوائز لخدمة الإسلام والمسلمين، وهو ما يعد مفخرة لوطنه وأمته. واليوم ونحن نتجرع لوعة وحسرة الفراق لهذا الرمز الوطني الغالي لا نجد ما نعبِّر به إلا بالقبول بقدر الله سبحانه والدعاء له بالمغفرة والرحمة، ونعزي سيدي خادم الحرمين الشريفين وإخوانه وأبناء الفقيد -رحمه الله- وبناته وأحفاده وكافة أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان ويعوضنا عنه خيراً، فالوطن زاخر برجالاته الأوفياء تحت قيادة مليكه المفدى. وختاماً رحمك الله يا سيدي الأمير نايف وأسكنك الجنة وجزاك الله خير الجزاء على ما قدمت لشعبك وأمتك خير ما يجزي به عباده الصالحين. (وْإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ). عبدالله سليمان الحمود - وكيل محافظة شقراء