ثبت في صحيح مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله من آوى محدثاً)، والمحدث هو الذي يُحدث الفساد في الأرض والباغي للشر والعدوان، وهو ملعون من الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن لعنه الله فقد أبعده من رحمته وطرده من دار كرامته، ومن لعنه الله فقد أعمى قلبه وأشقى نفسه وحل عليه غضب الله قال جل ذكره: (وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى). - ومن لعنه الله فليس له ناصر يتولاه ويقوم بمصالحه ويحفظه من المكاره، وإن نصره الناس فإن الله يخذله، لأن الله تعلى يقول: (وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا)، لا حول ولا قوة للعبد أن يقف أمام لعنة الله إذا حلت عليه. - فمن آوى المفسدين والمجرمين والباغين والمعتدين والإرهابيين، أو نصرهم وآزرهم، أو وقف معهم ودعمهم ورضي بفعلهم، أو سكت عنهم وأخفى أمرهم، أو لم ينكر عليهم مع قدرته على ذلك، فهو داخل في هذا الوعيد الشديد، قال العلامة ابن عثيمين في مجموع الفتاوى (9-215): (فمن أوى محدثاً فهو ملعون، وكذا من ناصرهم، لأن الإيواء أن تأويه لكف الأذى عنه، فهو أشد وأعظم، والمحدث أشد منه لأنه إذا كان إيواؤه سبباً للعنة، فإن نفس فعله جرم أعظم). - وكيف تصبح الحياة آمنة ومستقرة إذا أصبح المجرمون والإرهابيون في مأمن مع ما يأتون ويخططون ويفعلون من الجرائم والفواحش، إذا كانوا كذلك فسوف تسود الفوضى ويقع الخوف وتحل الفتن، ويصبح الناس في خوف وفزع وهم وهلع، كما أن ترك هؤلاء المفسدين والإرهابيين بلا إنكار على فعلهم مع القدرة عليه هو داخل في التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله تعالى عنه، لأن أفعالهم من المعاصي والإفساد والعدوان الذي هو التعدي على الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم. - إن إيواء المحدث معصية لله، وإقرار له على فعله المحرم، وإعانة له على الظلم، فمِن الواجب تطهير الأرض من أفعال هؤلاء الإرهابيين، وإبلاغ الجهات الأمنية في الدولة عنهم حتى يحذرهم الناس ويسلموا من شرهم، وينالوا عقابهم. والله ولي التوفيق،،، * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية