كتاب «الأعيان الخيار» تأليف أبي عبدالله شمس الدين محمد أسعد بن هاشم الحسيني، المتوفى سنة 1174ه، دراسة وتحقيق أ. بلال محمد أبو حوية، وتضمن التعريف بالمخطوط وشرح غريبه والتعريف بالرجال الذين ترجم لهم المؤلف بشكل لا يدخل الملل إلى القارئ. وجاء في المقدمة: المخطوطة من الاكتشافات التاريخية المهمة في تراجم الرجال؛ لما انطوت عليه من معلومات مفيدة ومتنوعة في تراجم سير العديد من الأعلام، وفي معرفة العديد من الحوادث والوقائع والأخبار في القرن الثاني عشر الهجري. ذكرت المخطوطة تراجم أعمال أشراف من الدوحة النبوية الشريفة من أهل مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومن المجاورين لهما؛ فوصفت عمل كل واحد منهم، وقدمت تصويراً واقعياً لطبيعة الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية في القرن الثاني عشر الهجري. وفي التعريف بالمؤلف: ولد في دمشق، وبها نشأ وتعلم، ثم رحل مع أبيه إلى مكة، وقد كانت لهم بها دار، وأقام بها ردحاً من الزمن، ثم عاد بعد ذلك إلى دمشق، وانقطع للخطابة والتدريس، ثم رحل إلى القسطنطينية ساعياً فيها لعلهم يجعلونه في رتبة القضاء أو التفتيش على السادة الأشراف، لكن لم يتسن له ذلك فعاد ولم تطل إقامته فيها. وتكمن أهمية كتاب «الأعيان الخيار في أسلاف الرجال» في أنه يعد موسوعة معارف تاريخية أدبية إسلامية في إطار تراجم سير العديد من العلماء والشيوخ والأئمة. وقد وصف المؤلف في رسالته حالة كل عالم أو شيخ أو حاكم والمواد التي يعلمونها أو يعملون بها ووصف أخلاقهم وسجاياهم وعرج في كثير من الأحيان على ولادتهم ووفاتهم. كما أنه يعطي فكرة عن أسلوب وطريقة التعليم السائدة في عصر المؤلف. ويتضمن الكتاب: التعريف بالمؤلف والتعريف بالكتاب والتعريف بالمخطوط ومنهج التحقيق وصور المخطوط وتراجم الأعلام. وجاء في خاتمة الكتاب: خرج التحقيق بصورة علمية مقبولة؛ وذلك بسبب صعوبة مادة نص المخطوطة من جهة وقلة المصادر العلمية في تراجم أعيان المخطوطة من جهة ثانية.. وهي تعد موسوعة علمية معرفية نفسية جديدة في مرحلتنا الراهنة؛ فهي تلقي الضوء على معالم جديدة في سير أعلام عملوا بمهنة العلم الشرعي في القرن الثاني عشر.