قبل أن نبدأ الحديث عن حصوات المسالك البولية لابد من إعطاء نبذة صغيرة عن كيفية حدوث الحصوات وهي من الأمراض الشائعة ولكنها تختلف في انتشارها بين الشعوب المختلفة وتزداد قرب المناطق الحارة. وترتفع جدا نسبة الإصابة بحصوات المسالك البولية بمنطقة الشرق الأوسط وخصوصا في المملكة العربية السعودية وهي من أكثر أمراض المسالك البولية شيوعا. المصابون.. سيصابون! تتكون الحصوات إما في حوض الكلية أو في المثانة البولية وهي من الأمراض المتكررة الحدوث، و50% من المصابين بالحصوات سوف يصابون بحصوة أو حصوات جديدة خلال العشر سنوات التالية لتاريخ بداية المرض، ونسبة الإصابة في الذكور هي ضعفها عند الاناث وكذلك نسبة تكرار الحصوات تزداد مع وجود خلل أو عيب خلقي في الجهاز البولي. وللعلم فإن مشكلة تكوين حصوات المسالك البولية ليست مشكلة خطيرة إن تم الاهتمام بها، حيث إن إهمال العلاج قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الكليتين، لذلك فعلى من يعاني من تكرار الإصابة بحصوات المسالك البولية اتباع الإرشادات التي يقدمها له الطبيب المعالج. أسباب تكوين الحصوات تتكون الحصوات بالجهاز البولي عندما يضاف الملح للماء ويذوب فيه حتى درجة التشبع ثم يترسب ما يزيد عن هذه الدرجة على هيئة بلورات تتجمع حول النواة وتظل تنمو في طبقات متتالية وتصل إلى أحجام مختلفة، يساعدها في ذلك الركود داخل المجارى البولية نتيجة قلة التبول الناتج عن قلة شرب السوائل. وهناك عوامل كثيرة ونظريات مختلفة حول أسباب تكون الحصوات ولكن باختصار هناك أشخاص بعينهم تكون أجسامهم قابلة لتكوين الحصوات نتيجة عوامل وراثية وجينية مكونة الحصوات (مثل أملاح الأوكسالات - واليوريات) بكميات كبيرة. تتكون في الكلى ومن العوامل المساعدة ارتفاع درجة حرارة الجو وشرب المياه بكميات غير كافية لإخراج الأملاح الذائبة في البول بدلا من ترسبها على هيئة بلورات ثم حصوات وتتكون الحصوات في الكلية أساسا ثم تبقى فيها أو تتحرك مع البول خلال الحالب أو المثانة أو قناة مجرى البول مع التبول، ويتوقف ذلك على حجم الحصوة ومكان تكونيها وهل الطريق أمامها يسمح بمرورها أم لا. ويوجد في البول مضادات للتبلور تمنع مكونات الحصوة من التبلور والترسب وتكوين الحصاة، مثل الماغنيسيوم والسترات. الحصوات أنواع - الحصوات الناتجة عن الالتهابات المتكررة، وحصوات حامض البوليك، وحصوات ال Cystine، والحصوات الداخل في تركيبها عنصر الكالسيوم وهي الأكثر شيوعاً. عوامل تكرار الإصابة بالحصوات: - مريض يكون حصوات بصفة متكررة هو عرضة لتكوين حصوات مرة أخرى. - وجود خلل أو عيب خلقي بالمسالك البولية. - الالتهابات المتكررة بالمسالك البولية. - زيادة نسبة حامض البوليك بالدم مثل مرض النقرس الذي ينتج عن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء. - وجود خلل بالغدة الجار درقية وزيادة نسبة الكالسيوم بالدم والبول. - وجود خلل بالتمثيل الغذائي لبعض الأحماض الأمينية وهي أمراض وراثية. - إذا كان هناك تاريخ عائلي لتكوين الحصوات. أشد الآلام المغص الكلوي الحاد وهو من أشد الآلام التي يتعرض لها الإنسان، وهو ألم بالخاصرة ويمتد إلى أسفل البطن والخصية عند الرجال، كذلك وجود دم بالبول مع حرقان والتردد بكثرة على دورة المياه للتبول، كما أن البعض من المرضى لا يعاني من هذه الأعراض ولكن يأتي أحيانا بارتفاع في وظائف الكلية أو الفشل الكلوي وذلك في حالة وجود حصوات متشعبة بالكلية وخاصة إذا كانت الكلية الأخرى لا تعمل أو أن المريض لديه كليه واحدة. تشخيص الحصوات طرق تشخيص الحصوات كثيرة.. منها عمل تحليل كامل للبول، ومزرعة للبول، وتحليل نسبة حامض البوليك بالدم، ونسبة الكالسيوم بالدم والبول، وعمل تحليل وظائف الكلية (الكرياتينين)، وعمل أشعة عادية أو موجات فوق صوتية على المسالك البولية أو عمل أشعة مقطعية على البطن والحوض، وأحياناً نلجأ لعمل أشعة بالصبغة على المسالك البولية. كما يجب على كل مريض أصيب بالحصوات عمل تحليل للحصوة في حالة خروجها بالأدوية أو عن طريق المناظير أو الجراحة. طرق علاج الحصوات البولية 1- بعض المرضى الذين لديهم حصوات صغيرة أقل من 6 ملليمتر يمكن فقط العلاج عن طريق شرب السوائل من 3-4 لتر يومياً مع إضافة بعض الأدوية التي تساعد على ارتخاء الحالب وتؤدي إلى نزول الحصوة وخروجها من مجرى البول. منظار وخروج 2- العلاج بالمناظير والتي أصبحت أكثر وسائل استخراج الحصوات في جراحة المسالك البولية وذات مضاعفات أقل بكثير من الجراحة التقليدية ويستطيع المريض مغادرة المستشفى في نفس يوم العملية ويمارس حياته الطبيعية وهي متوافرة والحمد لله بمستشفى النخبة. تفتيت بالتصادم 3- أجهزة التفتيت ESWL.. عن طريق الموجات التصادمية وهي من الطرق الآمنة للتخلص من الحصوات وبدون دخول المستشفى وبدون جراحة أو تخدير، ويتوافر بالمستشفى الآن أحدث جهاز لتفتيت حصوات المسالك البولية. وفيها ينام المريض على جهاز أشبه بجهاز الأشعة لمدة حوالي نصف ساعة ثم ينهض بعدها وقد تفتتت الحصوة التي يعاني منها ولا يحتاج الأمر بعد نجاح التفتيت سوى أيام قليلة يخرج خلالها الفتات مع البول بمساعدة السوائل وبعض العقاقير. 4- الجراحة التقليدية.. ولا يتم اللجوء إليها حاليا إلا في حالات نادرة وفي حالة وجود عيوب خلقية بالجهاز البولي وكذلك في حالة فشل طرق العلاج الأخرى. كيف نقي أنفسنا من الحصوات؟ نأتي عزيزي القارئ إلى أهم النقاط وهي كيف نقي أنفسنا من الحصوات وهي باتباع التعليمات التالية: - الإكثار من شرب السوائل وإدرار البول بكثرة من 3-4 لتر يومياً. - الاعتدال في وجبات الطعام وعدم الإكثار من صنف معين من الأطعمة ويجب أن تكون الوجبة متوازنة. - الإقلال من تناول اللحوم الحمراء. - الإقلال من الأغذية التي تحتوي على الأوكسالات مثل (السبانخ، الكاكاو، الشاي، والمكسرات). - الإقلال من الأغذية الغنية بالكالسيوم (مثل منتجات الألبان) وكذلك الصوديوم (ملح الطعام). - الإكثار من الأغذية التي تحتوي على الألياف وكذلك الخضراوات والفاكهة الطازجة وعصير البرتقال والليمون. اشرب الماء بكثرة وأخيراً لا توجد وسيلة بالنسبة لمنع تكوين الحصوات عند الأشخاص الذين لديهم قابلية لتكوين الحصوات إلا شرب الماء بكثرة، وهناك فكرة خاطئة لدى البعض أن شرب الماء بكثرة يزيد الوزن ويربى كروش إلا أن العكس هو الصحيح. وقانا الله شر الأمراض ومضاعفاتها مع تمنياتي لكل القراء بصحة جيدة وحياة سعيدة. د. أيمن البحطيطي - استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة