منذ رحيل مدرب الهلال الأسبق كوزمين اولاريو بقرار من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وسدة الهلال الفنية غير قادرة على الاتزان، إذ بقي كرسي المدير الفني الأزرق أكثر المواقع سخونة وشذبا وجذبا في النادي السعودي الأكثر شهرة ومنجزا. بعد رحيل كوزمين المفاجئ منتصف السنة الأولى لرئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعد تجربة فنية ناجحة بكل المقاييس، تداول الهلاليون الامر سريعا وتم الاتفاق مع ايريك جريتس لقيادة الفريق، لكن الأخير اشترط أن يكون حضوره مع بداية الإعداد للموسم المقبل آنذاك، فلم يجد صناع القرار الهلالي بداً من التعاقد مع مواطنه ليكنز لستة اشهر، ولأن ليكنز الذي اشتهر بأناقته يدرك انه ماض إلى حال سبيله في نهاية الموسم لم يجتهد ولم يضف أي جديد للفريق الذي خسر لقب الدوري وهو الذي كان منافسا قويا وحاملا للقب مع كوزمين.. وقبيل نهاية الموسم وقبل أن تنقضي المدة التعاقدية مع ليكنز كانت الادارة الهلالية قد حررت قرار إقالته وكلفت مدرب اللياقة عبداللطيف الحسيني بالإشراف على الفريق، ولم يضف الحسيني شيئا.. بل قاد الهلال الى نهاية سيئة في الموسم حيث خسر بطولة كأس الملك للابطال في نسختها الاولى ثم خرج من دوري أبطال آسيا على يد أم صلال بضربات الترجيح بعد واحدة من أسوأ مباريات الهلال في التاريخ. انتهى ذلك الموسم بخيره وشره ولملم الهلاليون فريقهم المنهك وسلموه الى العالمي ايريك جيرتيس فقدم الاخير فريقا خرافيا حقق الانتصار تلو الآخر وبنتائج كبيرة في موسم اطلق عليه الهلاليون موسم (الخماسيات) لفرط ما اسقط فيه الفريق منافسيه بهذا الرقم وأكثر...وقبل أن يكون الدوري قد وصل محطته الاخيرة كان الهلال - الذي فاز قبلها بكأس ولي العهد - قد حسم امر فوزه ببطولة الدوري، لكن الليالي السعيدة لا تدوم، حيث نشرت صحيفة الجزيرة وعبر مصادرها العليمة أن ايرك جريتس لن يكمل مشواره مع الفريق وأن عرضا مغريا قد وصله من المنتخب المغربي، في البداية نفت الادارة الهلالية الخبر، وبين نفي الادارة وتأكيدات الصحيفة التي لا تعرف إلا المصداقية والمهنية في عملها، كان الجمهور الهلالي يتابع الموقف بقلق. طوت الأيام بعضها بعضا وطفا على السطح خبر رحيل جيريتس الى المغرب، وهذه المرة كانت الاخبار تأتي من المغرب ومن بلجيكا عبر وكالات الانباء، فظهرت مصداقية الجزيرة، وبدأت الإدارة الهلالية مفاوضات من نوع آخر من اجل الحفاظ على مكتسبات فريقها. كان الهلال قد عبر دور ال 16 في دوري ابطال آسيا، فحاولت الإدارة التمسك بجريتس حتى نهاية المشوار القاري على الأقل، وهو ماحدث، لكن جيرتس في الموسم التالي لم يكن هو في الموسم الأول، وبدا أن اهتمامه قل، وأن متابعته قد انصرفت الى مكانه الجديد بعد أن سبقه مساعده إلى هناك حيث كان يمده بآخر الاخبار ويتباحث معه حول مخططات المستقبل. فاز الهلال على الغرافة في الرياض بثلاثية، لكن الفريق اهتز في قطر وخسر بأربعة، قبل أن يحافظ نجومه على هيبته وتاريخه ويرفضون تكرار مهزلة الشارقة الشهيرة حيث عاد الزعيم قبل النهاية بدقيقتين وسجل هدفين كفلا له بلوغ نصف النهائي، وهناك لم يكن الهلال هو الهلال، ولم يكن جيريتس بروحه وحماسه السابق فخسر الهلال بسهولة من ذوب اهن الايراني في ايرانوالرياض، فغادر فريق القرن الآسيوي البطولة القارية، وحزم جيريتس حقائبه سريعا ميمما صوب الرباط - وهنا يتبين أن الادارة الهلالية قد فرطت في حقوق الفريق حيث كان يجدر بها أن تنهي ارتباطها بجريتس فور إخلاله بعقده وأن تبحث عن مدرب بديل يتولى قيادة الفريق من بداية الموسم وهو الخيار الذي صوت له هلاليون كثر لكن الادارة رأت شيئا آخر-. ولأن الموسم قد انتصف والوضع لايقبل أنصاف الحلول بحث الهلاليون عن مدرب يعرف الاوضاع في المسابقات المحلية، فكان الارجنتيني غابرائيل كالديرون هو الأنسب لصانع القرار الهلالي، حضر كالديرون الى الرياض وبدأ الاشراف على الفريق فقاده الى نتائج ممتازة، وجريا على العادة السنوية فاز الهلال بكأس ولي العهد، ثم فاز بلقب الدوري بدون خسارة، لكن الفريق انتكس في دوري أبطال آسيا فخرج من دور ال 16 ثم خسر ذهاب نصف نهائي كأس الملك..وعندها قررت الإدارة على نحو مفاجئ إعفاء كالديرون ومعاونيه قبل لقاء الإياب وتكليف الإداري سامي الجابر وفيصل ابوثنين بالمهام الفنية. انتهى الموسم..وكان صوت الجماهير الهلالية قد علا مطالبا بمدرب لاسمه شنة ولتاريخه رنة، لكن الأيام مرت دون أن تقرر الادارة شيئا، حتى أعلنت التعاقد مع الالماني توماس دول، وهو الاسم الذي كان له أخذ ورد في الشارع الهلالي، وبدا أنه كاسم لم يقنع الغالبية خاصة وان ملفه لم يكن يشي بأن الرجل قادر على تحقيق إضافة جديدة للفريق. تأخر الاعداد وتردد الهلاليون في مكان المعسكر بجانب عدم النجاح في التعاقد مع رباعي أجنبي مميز، فانعكس الوضع على الفريق الذي سار بهيبته وتاريخه ونجومه وشيء من محاولات دول الذي كان يسمع قرار إقالته بعد كل مباراة، وكان يسمع اسئلة عن اقالته بعد كل مباراة حتى استبد به الغضب وثار في احد المؤتمرات. دافعت الإدارة الهلالية كثيرا عن دول لكنها في النهاية رضخت لصوت المنطق فتم اعفاؤه، وتكليف مدرب الفريق الاولمبي بونان والإداري سامي الجابر بتصريف امور الفريق الفنية حتى انهاء اجرءات حضور التشيكي هاسيك بعقد قصر الامد. المفاجأة أن الفريق نهض بشكل مثير مع بونان وسامي وقدم أفضل مستوياته ونجح في بلوغ نهائي كأس ولي العهد التي فاز بلقبها - ماركة مسجلة - ومع هاسيك بدأ الخط البياني للفريق في الانحدار، فخسر لقب الدوري، وخسر المنافسة على كأس الملك، لكنه في النهاية نجح في تجاوز المطب الآسيوي والوصول الى دوري الثمانية. كانت الإدارة الهلالية تعلم أن هاسيك لن يستمر مع الفريق، وكانت تعلم أنها أمام مهمة صعبة لاختيار مدرب جديد، لكن الأيام مرت ولم يحسم الأمر حتى أصبح اسم المدرب الهلالي المنتظر حديث الشارع الرياضي، ولتصنع الإدارة الهلالية لنفسها ازمة من لاشيء.. اذ تم تداول اسماء الفرنسي ديشامب وخورخي سامباولي قبل أن يظهر اسم ايريك جريتس فجأة على السطح الازرق، ثم غادره بعد تجديد الثقة به من قبل الاتحاد المغربي.. وفجأة تحدث الشارع الرياضي عن مفاوضات هلالية مع مانويل جوزيه، واحد لايعلم الى أين يسير المفاوض الهلالي، ومن سيدرب الفريق الهلالي، وكيف سيخرج الهلاليون من هذا المطب الصعب، الذي اصبح حديث الشارع ومحور النقاش في كل مواقع التواصل الاجتماعي. [email protected] aalsahan@ :تويتر