كُلما كتب الله لنا زيارة بيت الله الحرام في مكةالمكرمة، زاد انبهارنا وإعجابنا بهذا البلد الطيب المعطاء وشعبهُ المضياف المُمتلئ بحب الله ودينه والقائم على خدمة بيته الحرام والساهر على راحة حجاج ومعتمري البيت المعمور من كل بقاع الأرض. في كل مرة نذهب إلى الحرمين الشريفين، نرى أن المكان قد تغير بأشياء تُبهر وتُسر الناظرين، توسعات كبيرة، خدمات جليلة، بنى تحتية ربما تكون تكاليفها تساوي ميزانيات دول كثيرة، طوابق من الجسور في المزدلفة لمنع الازدحام أثناء الرجم، شبكة قطارات رائعة، سيارات نقل حديثة، شبكة طرق متطورة أنظمة للمرور تمنع الازدحام. مكان (مكةالمكرمة والمدينة المنورة) وبلد (المملكة العربية السعودية) لا تتوقف فيها الحركة على مدار الأيام والأعوام. البقعة الوحيدة في العالم التي لا تتوقف فيها الحركة ولو لثانية واحدة هي (مكةالمكرمة)، حيث يطوف آلاف المسلمين حول الكعبة ويسعون بين الصفا والمروة، البلد الوحيد الذي لا يتوقف عن استقبال الحجاج والمعتمرين ولو ليوم واحد هو (المملكة العربية السعودية)، المطارالوحيد الذي خُصص في معظمه للحجاج والمعتمرين وفي أقله للآخرين هو (مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة) المزدحم بحركة الطائرات إقلاعاً وهبوطاً. هل اشتكى حاج أو معتمر من سوء مُعاملة؟ هل اشترى ماء أو طعاماً؟ هل شكا من ازدحام؟ هل رأيتم البرادات السعودية وهي توزع الأكل والماء والعصائر في كل مكان مجاناً؟ هل رأيتم المراوح الهوائية وخراطيم المياه في كل مكان وهي تنفث الهواء البارد على الحجاج والمعتمرين؟ هل عرفتم كميات الفضلات والنفايات التي يتم رفعها في كل يوم؟ هل رأيتم فرشات السفرة في الحرم في رمضان كيف تمتد ويوزع عليها التمر واللبن للإفطار؟ هل رأيتم السرعة التي ترفع بها للتهيؤ للصلاة؟ هل دفعتم ريالاً واحداً لركوب القطار؟ هل رأيتم كثرة أماكن الوضوء والمرافق الصحية؟ وهل.... وهل..... الله جَل في عُلاه الحكيم العليم الخبير يعرف أن هذا هو المكان المناسب لوضع بيته الحرام، الله يعرف أن هذا الشعب وهذه القيادة وهذه الحكومة هي وحدها التي تتمكن من إدارة شؤون بيته الحرام وبيت نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولهذا لم يضعها في مكان آخر غير مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ولم يُشرف أحد غير أهل هذه الأرض الطاهرة (قيادةً وشعباً) لخدمة بيته وبيت نبيه الأكرم وحجاجها ومعتمريها وزائريها. قد يقول قائل: إن المملكة تستفيد مادياً من الحجاج والمعتمرين فنقول له، ربما مواطني المملكة من أصحاب السيارات أو المحلات أو الفنادق أو التجار يستفيدون، أما قيادة وحكومة المملكة فإنها تصرف المليارات دون انتظار لأي مردود مالي غير ابتغاء وجه الله. المملكة حباها الله أرضا واسعة، وثروات هائلة، وقيادة شجاعة وحكيمة، وشعب عربيا أصيلا بكل قبائله، وموقع قل نظيره، مكة هي مركز الأرض، موانئ المملكة كثيرة، مخزونها من النفط الأولى في العالم. المملكة حريصة على العرب والمسلمين، يد العون والمساعدة سباقة للمحتاجين في كل مكان، حملاتها الإسلامية في كل أرجاء العالم، مساجدها في كل بقاع الأرض «كتب الله لي أن أزور تتراستان وفي قرية نائية وجدتُ مسجداً غاية في الجمال بناهُ الملك فيصل «رحمهُ الله» للمسلمين في تلك المقاطعة الروسية». المملكة وقيادتها حريصة علىكل قضايا العرب والمسلمين بدءاً من فلسطين والأقصى والقدس وانتهاء بآخر مكان، المملكة ليست بحاجة إلى أرض ولا أموال، لذلك عندما طرحت مشروع الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، فذلك من منظور مواجهة التهديدات الأجنبية، ولتعزيز الأمن والاستقرار، ولمواجهة عدو خارجي متربص يريد الشر بدول الخليج وأهلها. وبسبب هذا الدور الشريف والقوي للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقضايا المسلمين والعرب، ونتيجة للإنجازات والأدوار الإيجابية للمملكة العربية السعودية وقيادتها الشجاعة الحكيمة، نرى ونسمع ونقرأ هجمات الحاقدين تتزايد عليها من خلال الحملات الإعلامية والقنوات الطائفية المشبوهة، لذلك نرد عليهم ونقول «لا تتطاولوا على المملكة وقيادتها أيها الأقزام الحاقدون».