سيرجي لافاروف صوت سيده بوتين، ومثلما تدرج سيده متخذاً طريقه إلى سدة الرئاسة سلالم الK.B.G الذي كان مدير مركزها في ألمانيا مديراً للمخابرات السوفياتية في أوروبا، فإن لافاروف الذي كان سفيراً للاتحاد السوفياتي في واشنطن من نفس المدرسة التي تخلط بين الدبلوماسية والتجسس، أو بصورة أدق اتخاذ الدبلوماسية غطاءً لجمع المعلومات ووضع الخطط ووضع المؤامرات، فلافاروف إذن يتبع نهج سيده السير على نهج وأساليب السوفيت حتى بعد انهيار الاتحاد الذي ضم قسراً عدداً من الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى وعدداً من جمهوريات البلطيق، وانهيار الاتحاد السوفيتي يعده أيتام ستالين نتيجة نجاح المجاهدين الأفغان والمسلمين العرب في طردهم من أفغانستان، وبما أن الذي ساعد ودعم المجاهدين الأفغان العرب المسلمون فإن هؤلاء الأيتام لم ينسوا ما فعله العرب المسلمون الذين يعتقد بوتين ولافروف بأنهم إن لم ينتقموا منهم ويحدوا من قوتهم فإن الصحوة الإسلامية ستصل حتماً إلى المناطق الإسلامية فيما يسمى بالاتحاد الروسي الذي يضم عدداً من الجمهوريات ذات الحكم الذاتي التي تتعرض إلى غزو روسي يستهدف تغيير البنية الديمغرافية، وللحد من المد الإسلامي الذي يرى الروس أن العرب المسلمين وبالذات دول الخليج العربي، وبالتحديد المملكة العربية السعودية هم الداعمون لهم، وأن تقدم هذه الدول الإسلامية العربية وتنامي نفوذها وحضورها الدولي والإقليمي المتميز تعطي الحافز وتقوي شكيمة المسلمين داخل روسيا وفي الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى ولهذا فإن الروس ينتهجون طريقاً لإضعاف الدول الإسلامية العربية عن طريق دعم ومساندة الخطط والمؤامرات التي تضعفهم، في البدء كانت التحركات الروسية تتم بالخفاء ودون الكشف الفاضح، أما الآن وبعد تآكل الوجود الروسي في الدول العربية فإن العمل أصبح مكشوفاً ودون مواربة وعن طريق دعم أعداء العرب. آخر محاولات الروس هو الاستعانة بحكام طهران لتحقيق أهدافهم بمواجهة الإسلام الصحيح بإسلام منحرف، وهكذا وبكل وقاحة بدأت تؤسس لتحالف روسي - صيني - إيراني لمواجهة العرب، وما تقوم به الدبلوماسية الروسية بقيادة سيرجي لافروف تنفيذاً لهذا التوجه، والمبادرة التي قدمها لافروف بإشراك ايران فيما أسماه بمجموعة التنسيق لحل الأزمة السورية ليست البداية؛ فلافروف هذا كان قد عارض تسلم أهل السنة السلطة في سوريا رغم علمه بأنهم يشكلون أكثر من 80% من الشعب السوري ويعلم أيضاً أن الإيرانيين يحاربون مع قوات النظام السوري ويساهمون في المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري، فكيف يستقيم إشراك القاتل في عملية الإنقاذ كما يدعي فيما تستبعد المعارضة الوطنية السورية عن تلك العملية؟! عمل فاضح مكشوف للانتقام من المسلمين العرب الذين يراهم الروس المسؤولين عن انهيار منظومتهم الشمولية القمعية التي كانت تحمل اسم الاتحاد السوفياتي. [email protected]