طلب أميرالمبادرات خالد الفيصل من مجموعة من أساتذة الجامعات والمثقفين أفكارا جديدة تخدم منطقة مكةالمكرمة ومشاريعها الرائدة، فقلت: كل الأفكار والمشاريع التي تقدمتم بها خلال السنوات الأربع الماضية، وما نقترحه اليوم لتحسين أوضاع ذوي الدخل المحدود ودعم المبادرة الشبابية وقطاع المنشآت الصغيرة يحتاج إلى رأس مال، فالمال عصب الحياة.. وللأسف فإن البنوك تحجم عن توفير القروض لهم. وقد كان الأمل في بنك الإنماء أن يتولى هذا الدور إلا أنه لم يفعل. واليوم لا أرى حلا إلا في قيام أصحاب المال والأعمال من خلال مسؤوليتهم الاجتماعية وبدعم وإشراف مباشر وقوي من المالية ومؤسسة النقد، بإنشاء بنك لا يهدف إلى الربح يقدم القروض المتناهية الصغر للأسر المنتجة والفقراء وللشباب العاطل عن العمل وأصحاب المبادرات الفردية والمؤسسات الصغيرة. فكل هؤلاء قد تكون لديهم مواهب وأفكار تجارية وعملية وإنتاجية جيدة تعينهم على الاستثمارالحر بدلا من انتظار الوظائف في القطاعين العام والخاص، ولكنهم يفتقدون إلى رأس المال. ومثل هذه البنوك التي انتشرت في العالم انطلاقا من العالم الثالث، هدفها توفير السيولة بشروط ميسرة وفوائد منخفضة. وبالنسبة لنا في المملكة يمكننا الاستفادة من نظام المصارف الإسلامية لتجاوز عقدة الفوائد الربوية وإزالة الحائل أمام قطاع واسع يمنعهم التحفظ الديني من الاستفادة من البنوك لتمويل مشاريعهم الصغيرة. الأميرذكر في تعليقه على مقترحي بأن الكثير من الصناديق التمويلية الحكومية متاحة لذوي الدخل المحدود والشباب كبنك التسليف. واقترح أن يبدأ المستثمر بها قبل البحث في الخيارات المصرفية الأخرى. أتمنى على أمير المبادرات أن يتبنى هذه الفكرة بالبحث والدراسة، مع الاستفادة من التجارب الناجحة في الدول الأخرى كبنوك الفقراء في بنجلاديش واليمن، ومصارف الإنماء وصناديق دعم المنشآت الصغيرة. فالمؤسسات الصغيرة تمثل عادة النسبة الأعلى من حجم النشاط والإنتاج المحلي في بلادنا، كما في معظم بلدان العالم. آمل أن أرى في يوم قريب هذه الأفكار تتحقق لتخدم الفئات الأقل حظا والشباب وأصحاب المبادرات الفردية وتحارب البطالة وتفتح آفاقا أوسع للإنتاج والعمل. [email protected]