لا يخفى على أحد ما يقوم به المسؤولون في هذه البلاد الطاهرة حرسها الله وما يقدمونه من خدمات جلية ومتعددة لبيوت الله في مناطق المملكة عامة بل وفي دول العالم الإسلامي. إنها جهود جبارة وعناية فائقة بعمارة المساجد وفرشها وتزويدها بأعداد هائلة من المصاحف الشريفة, هذا عمل وجهد كبير يشهد عليه العدو قبل الصديق، وإنني أدعو الله عز وجل أن يبارك في ولاة أمر هذا البلد مهبط الوحي ومنبع الرسالة ويحرسهم بحمايته ويجعل ما يقومون به من أعمال خيرية متنوعة في موازين حسناتهم إنه سميع مجيب. هذا وبما أننا نستقبل الآن شهراً فضيلاً هو شهر رمضان المبارك الذي يتسابق فيه أهل الخير إلى تقديم الصدقات بأنواعها ومن ذلك ما يسمى بالتطفيرة في المساجد حيث يتفق سكان الحي في كل حارة وقرية ويشتركون بجمع مبالغ من الدراهم ويتعاقدون مع بعض المطاعم طيلة الشهر الكريم لإحضار مائدة الإفطار المكونة من الرز واللحم والمشروبات بأنواعها وهذه سنة حسنة لا نقول فيها أي شيء لكن هناك أمراً مهماً يحدث ولا أحد ينتبه له وهو أن بعض المساجد لا تقام خارجها مخيمات كما هو معتاد في بعض المساجد الأخرى وإنما يأتون بهذا الطهي من الإفطار ولا يجلس عليه إلا العمالة الأجنبية وأغلبها من غير المسلمين ثم تتخلف من هذه المائدة فضلات تتناثر على مفارش المسجد وتخلف روائح كريهة ودسماً مما لا يتفق مع قدسية المسجد وفي نفس الوقت فإنه يوجد في بيوت فقراء وفقيرات من الأرامل المطلقات والعجائز كبيرات السن والأيتام والشيوخ الكبار وهذه أغلبها لا يوجد من يعولها ويقوم بشأنها ولا تستطيع الخروج للمسجد,, هذا وإنني أقترح هنا أقتراحاً والرأي الأتم للمسئولين أعانهم الله. الاقتراح هو بأن يقوم المشاركون في هذه التفطيرة بشراء أرزاق نواشف مع الرز والدقيق والحليب والشربة ثم يوزعونها على الفقراء من سكان الحي لانهم مسلمون أولى وفي نفس الوقت يتجنبون تكاليف المطاعم من إيجار وما إلى ذلك ويكتفون من شرها فكم من مطعم أدخل من يتعاملون معه بشراء الأكل إلى المستشفيات وبعضهم مات وإذا قال قائل إن وضع مائدة الإفطار لغير المسلمين في المسجد قد يدعوهم إلى الإسلام نقول إذا كان ولابد فإن أبواب الخير واسعة امام الدعوة إلى الإسلام وإنني أرى أن يؤتى المسجد بتفطيرة من التمر واللبن والماء وهذا أفضل في نفس الوقت وأنظف للمسجد هذا رأيي والرأي الأتم للمسئولين. وبالله التوفيق