كثيراً ما تتصارع الشخصيات على الورق وخصوصاً في النصوص المسرحية وكثيراً ما نحس بعلاقة هذه الشخصيات وقربها لبعض وكثيراً ما ترتبط الشخصيات في أذهاننا عند الانتهاء من قراءة أي نص, وكثيراً ما نشعر برابط وجسر وهمي عميم ودافئ يربط الأبطال ببعضهم البعض النص المسرحي المتماسك , سأوضح نقطة ساخنة واللبيب بالإشارة يفهم, عندما نرى هذا النص المسرحي المتماسك والعلاقة الحميمة على الورق كعرض مسرحي حي على خشبة المسرح كثيرا ما نحس ونلمس بأن أحد الأبطال الرئيسيين رغم إبداعه إلا أنه قد تجاهل كل الروابط بينه وبين الأبطال الشخوص المسرحية وتناسى علاقة شخصيته بالشخصيات الأخرى. وهذا للأسف عيب كبير سرعان ما يقتل الممثل إذا لم يتدارك هذا الممثل الأناني جهله باللعبة المسرحية. ويرى محمد العثيم الكاتب والناقد المسرحي في إحدى محاضراته إن دراسة الشخصيات ومعرفة علاقتها ببعضها البعض هي من أهم الركائز لتفوق الممثل في أي عمل مسرحي . ويضيف العثيم إن قراءة الممثل للنص وتركيزه على دراسة علاقة شخصيته المسرحية بالشخصيات المسرحية الأخرى ماهو إلا ربط رائع وخلق أروع للشخوص المسرحية . كثيرا ما لا حظت ممثلين مسرحيين يدرسون شخصياتهم على المسرح بتمعن شديد وحرص دقيق ويتناسون الممثلين الآخرين وشخصياتهم فنجد أن الجملة المسرحية التي ينطقها هذا الممثل خالية تماما فنجده يبدع ولكن لوحده فنحس أنه معزول يركل الكرة لوحده محاولا الحصول على لقب الهداف حتى لو كانت طريقة تسجيل الهدف خالية من المتعة والإثارة حتى لو اضطر لأن يعيق أحدهم فخدعه ماكرة على الحكم الجمهور وخطف هدف بارد وساذج بينما يظل الممثلون الآخرون في دائرة لوحدهم يمررون الكرة لبعضهم البعض ليحصلوا على هدف جماعي راقي برازيلي كما يقولون. للأسف هذه الظاهرة انتشرت وأصبحت جزء لا يتجزأ من اللعبة المسرحية, إن ثقافة الممثل مهمة جداً لطول عمر الممثل الإبداعي, هناك جيل مسرحي قادم وأنا من ضمنهم يحتاج أن يتثقف مسرحياً لنتجاوز هذه النقطة الحساسة والحرجة جدا. وفي كتابه مقدمة في الفنون المسرحية ينقل لنا أ,د, كمال الدين عيد ما قاله المؤلف والناقد المسرحي برايس إن الشخصية المسرحية لا يمكن أن تظهر وحدها لأنها لا تكون شيئاً آنذاك، فمكونات الشخصية حقيقية هي علاقاتها ببقية الشخصيات الأخرى . عموما كل ما أتمناه أن نعي جميعاً وأعي أنا شخصيا هذه المشكلة وإدراكها, إن على الخشبة ممثلين آخرين غيري يبحثون عن التألق فلنتعاون ولا نبخل نحن كممثلين على بعضنا البعض من مد الجسور الدافئة بين الشخصيات المسرحية من خلال التركيز الجاد وعدم البخل على الآخرين بإعطائهم معلومة تخص الشخصية المسرحية وتخدم الممثل الآخر ليبحر هو وغيره بسلام في العرض المسرحي. وختاماً,, إنني لست لوحدي على الخشبة فهناك من هو بحاجتي وهناك من أنا بأمس الحاجة لهم فهل نعي جميعاً وأعي أنا شخصياً, علاقتي بالممثل الآخر.