عندما تقرؤون عنوان المقال ربما تساءل أحدكم ما هو الزر العجيب الذي يجعله مشهوراً لدى آلاف الأشخاص، وكيفية الحصول عليه، اليوتيوب، منذ تأسيس اليوتيوب عام 2005 أصبح الإعلام الثالث برأيي. وسر أسباب نجاحه أنه مجاني وسهل التحميل ونسبة المشاهدة فيه كبيرة جداً تصل للملايين. اليوتيوب قفز قفزة إعلامية كبيرة في نشر ما هو غائب عن الإعلام الرسمي. واستخدامه يتم بسبب سهولته والتحكم فيه كمشاهدة وبدون قيود. ولهذا كثر متابعوه ولليوتيوب ثورة فنية انتشر في العالم العربي، وخصوصاً في مجتمعنا، حيث تفننهم فيه وتربع على نجوميته الشباب السعودي وأعطاهم ما لم يحلموا به من شهرة واسعة وسريعة. قبل شهر تقريباً أعلن عن تفوق الكرتون المميز على أيد سعودية. مسامير في متربعة لأكثر مشاهدة وصلت للملايين. لدرجة أن أمريكي أنزل مقطعاً (يتساءل ما هو سر تربع كرتون مسامير للقمة وما يهدف إليه؟). من المشاهير أيضاً الذين تربعوا على هوليود اليوتيوبية فهد البتيري والبرامج الساخرة الأخرى الأكثر تميزاً أيضاً. حينما شاهدت مقطعاً لطالب سعودي مبتعث بأمريكا واسمه عبد العزيز الحميدان. وكان يتكلم عن الطبخ وكيفية تفننه فيه مما أثار ذلك إعجابي جداً، هذا المقطع عندما نشر له وهو يعمل ويعلم الطبخ. فقد أثارني الفضول فتابعت إبداعه بالطبخ. عندما سألته ما سر هوايتك للطبخ؟ وكيف كانت بدايتك في الطبخ؟ وكيف أتتك الفكرة؟ قال لي نعم أحب الطبخ منذ صغري وتحديداً عندما كنت أحصر أكثر وقتي في مشاهدة أمي وهي تطبخ وكانت مشاركتي لها ممتعة ومساعدتي لها بأشياء بسيطة. وأرى أن الطبخ هواية وفن، وتوقيتي لنشر مقاطعي هو إفادة المبتعثين بالدرجة الأولى بحكم الاختلاف بين الأكل الشرقي والأكل الغربي وخصوصاً أن الأكل في المطاعم متعب صحياً ومادياً. عبد العزيز جعل احتياجه لتعلّمه الأكلات العربية وإفادة غيره من المبتعثين الذين يعانون من الأكل المختلف متعة وخدمة، فلم يتردد. فقط دخل المطبخ. وحول حاجته إلى فائدة له وللجميع، عبد العزيز شاب سعودي يفتخر كثيراً باهتمامه بالطبخ، وخاصة عندما سألته هل تعتقد أن الطبخ عندما يمارسه الرجل الخليجي عيب؟ فأجابني إجابة أبهرتني, قال: إن الطبخ ليس عيباً أبداً وبالعكس فإنه ممتع كثيراً وأعطيك أقرب مثال: الرسول الكريم عندما خرج مع أصحابه إلى البر كل واحد قام بمهمة منهم من قال أنا سأطبخ والآخر قال أنا سوف أذبح. جاء الرسول وقال أنا سوف أجمع الحطب.. كثرة المشاهدين على قناة الطبخ لعبد العزيز وتشجيعهم له أعطاه حافزاً كبيراً أن ينزل مقاطع أخرى وأن يتفنن بالطبخ, اليوم شبابنا لديهم طاقات ومواهب مبدعة وعلينا أن نكسر حاجز المستحيل فقط ونبدأ بخطوات بسيطة مثل خطوات السلم حتى نرتب أفكارنا وخطواتنا بنجاح مرموق. وأتوقّع إن شاء لله إذا ظل عبد العزيز وغيره من المبدعين في نجومية اليوتيوب أن نحصل على ما يفيد المجتمع لدينا. سيكون لهم مستقبل كبير يفيدون فيه المجتمع. نريد مجتمعاً مبدعاً ومثقفاً. والأهم أن نزرع الثقة في أولادنا وننميها حتى نرى جيلاً منتجاً وفعَّالاً، فالرسول عليه الصلاة والسلام شجع على العلم لأعلى الدرجات وأنه طريق الجنة. حتى بالعلم وعدنا بالجنة.