أكدت المتخصصة في فلسفة التربية الدكتورة منى صالح البليهد أن عملية إثراء التفكير الابتكاري للطفل تبدأ من عمر 9 أعوام إلى 13 عاماً، وهي المرحلة التي تتشكل فيها المهارات اللغوية من كتابة أو قراءة؛ حيث تتجه بعد ذلك للتحسن البسيط مقارنة بسرعة تكونها في بداياتها. وأوضحت د. البليهد خلال ورشة العمل التي عُقدت في مكتبة الملك عبد العزيز مؤخراً بعنوان (كيف تجعل من ابنك كاتباً) أن لأدب الأطفال أهدافاً عدة، منها تنمية التفكير لديهم عن طريق استخدام اللغة، وكذلك استخدام التتابع الزمني والحركي للأحداث، إضافة إلى تعلق الطفل بالكتاب على أنه مصدر متعة ووسيلة للمعرفة تختلف عن غيرها من وسائل الترفيه، كما أنها تُعَدّ وسيلة رائعة لقضاء وقت الفراغ وكذلك تعديل سلوكيات الطفل، إضافة إلى ما يوفره الأدب للطفل من متعة، وكذلك تعزيز العلاقة بينه وبين من يقرأ له، خاصة الأم. ثم قدمت بعض التقنيات المساعدة للطفل على الكتابة كأن تقرأ نصف القصة ثم تطلب من الطفل أن يكملها بنفسه من خلال التخمين أو ابتكار نهاية مختلفة وغير متوقعة. وعرجت الدكتورة البليهد على تجربتها قائلة: من خلال تجربتي بوصفي معلمة لسنوات طويلة في مجال تدريس منهج اللغة العربية وجدت أن هناك قصوراً في مادة التعبير بالرغم من أهميتها؛ فلا شك أن الطفل الذي يستطيع أن يكتب بأسلوب جيد يعني أن هذا الطفل قد دمج مهارات عدة في مضمون واحد، لكن للأسف أن هذا الجانب لا يلقى الاهتمام المأمول. كما أشارت إلى أن الأطفال الذين يدرسون في مدارس أو دور تحفيظ القرآن الكريم يتميزون بسرعة البديهة وبشدة الانتباه، ويصبح بإمكانهم انتقاء مفرداتهم بشكل جميل ومميز؛ فالطفل الحافظ للقرآن يكون أكثر دقة في اختيار الكلمات والمعاني وفهمها فهماً دقيقاً، ويكون أكثر تركيزاً؛ حيث يمكنه التفريق بين العديد من الكلمات وكذلك الأفكار، كما أنهم يتميزون أيضاً بسهولة الحفظ، وهذا التأثير ينعكس على بقية المواد بلا شك.