أثبَتت الجماهير الهلاليّة العاشِقة أنها الرقم الصَعْب ، والرقم الأوحد ، وأنها هي جماهير ( الوفاء ) وإن ذهبَت التسمية للغير ( في زمن اغتصاب الألقاب) ، مساء الأربعاء أعادت الجماهير الهلالية شيئاً من عبق الماضي الأزرق الجميل بحضورها الكبير ومؤازرتها لنجوم الفريق ، مساء الأربعاء تجَلّى البدر الهلالي وسطعت نجومه ، وبكَى خصومه ... في ليلة الوفاء كان الشعور مُتبادلاً بين اللاعبين والجماهير ، الكل يهتِف ، الكُل يبتَسم ، الكُل مُنتصر ، لاعبون يعلمون أنهم مُغادرون الفريق وأنّ هذه آخر مُباراة تجمعهم بالفريق ( الملكي ) ومَع ذلك يُبدعون ويتفننون ويصنعون ... بعد المُباراة .. حرثوا أرض وميدان الملعب يلوّحون بأيديهم للجماهير ( هوساوي و المحياني و ويلي ) والجماهير بادلتهُم الوفاء ، وهُنا الفرق في تعامل الكبار مع جماهيرهم والعكس ، في وقتٍ تربّص فيه ( المتربصون ) لينالوا من الزعيم بشيء من السُخرية يريدونه كأنديتهم ، كان الهلاليون يحتفلون بالأهداف ، ما أجمل الوفاء وما أجمل التكاتُف الأزرق ، وما أجمَل نقاء القلوب حين يظهرُ شفّافاً كزُرقة السماء ..