يبدو أن بطون المدارس الأهلية أخذت على البلع واستساغت الرواتب الهزيلة التي تعطيها لمدرسيها ومدرساتها السعوديات، حيث لم تطبق هذه المدارس، أو بعضها حسب ما نص عليه الأمر الملكي مساهمتها في الحد الأدنى للرواتب وقدره 5000 ريال وبدل نقل 600 ريال، عن طريق مساهمة صندوق الموارد البشرية ب 50 في المائة من الرواتب لمدة خمس سنوات. وإذا كنا فهمنا القرار على ظاهر نصه فإن تطبيقه كان يفترض أن يتم منذ عدة أشهر، فماذا تنتظر المدارس والصندوق ليبدأ التطبيق الفعلي له؟ أعتقد أن المسألة فيها تراخ و(تطنيش) للمعلمين والمعلمات الذين طالت شكواهم من شح مداخيلهم من هذه المدارس، وفيها، أيضاً قتل متعمد للفرحة التي عمت هذه الشريحة المهضومة الحقوق لسنوات طويلة. ولا نعرف فعلاً من قتل هذه الفرحة: المدارس أم الصندوق أم جهة لا نعلمها، حاولوا فقط أن تتصوروا نفسية معلم لا يتجاوز راتبه 1500 ريال - 2000 ريال في مجتمع يغرق بعض أهله بالمليارات والملايين، بينما هو - المعلم المبجل - يتكفف من أول الشهر القريبين والبعيدين ليسدد التزامات حياته، مفارقات عجيبة نعيشها هنا في المملكة، حيث تعلو طبقات وتسحق طبقات أخرى، وهذا بالرغم من المحاولات المستميتة لردم الفجوات المعيشية بين الناس، الذين يشتركون في الوطن ويواجهون الواقع ذاته. ومن الواضح أن هناك ليا لذراع حاجة معلم ومعلمة المدارس الأهلية، الذين يقبلون بهذه الوظائف مضطرين ليسددوا ويقاربوا في ظروف معيشتهم، والقيادة التي استشعرت معاناتهم مع طمع هذه المدارس اتخذت القرار الصحيح منذ عدة أشهر، لكن المسؤولين التنفيذيين مازالوا يغرقون في النوم والعسل.