اندلعت اشتباكات عنيفة أمس الثلاثاء بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة في مناطق سورية عدة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقُتل تسعة مواطنين أمس، بينهم خمسة بانفجار عبوة ناسفة في دمشق، فيما نفذت قوات الأمن السوري حملات مداهمة واعتقالات في عدد من المدن. وذكر المرصد في بيان أن القوات النظامية السورية تستخدم القذائف والرشاشات الثقيلة في بلدة كفرومة بمحافظة إدلب. وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والمنشقين «عند مداخل بلدة الاتارب في ريف حلب، أسفرت حتى اللحظة عن إعطاب ناقلة جند مدرعة». وكان المرصد السوري قد أفاد في وقت سابق أمس بأن قوات الأمن السوري نفَّذت حملة مداهمات واعتقالات بعد منتصف ليل أمس وفَجْر أمس الثلاثاء في أحياء «طريق الباب» و»الميسر» و»الشعار» و»الصاخور» و»صلاح الدين» بمدينة حلب شمال سوريا. وذكر المرصد أن مظاهرات خرجت فجر أمس في أحياء عدة بمدينة حلب. وفي العاصمة دمشق ذكر المرصد أن خمسة مواطنين قُتلوا إثر انفجار عبوة ناسفة بحي القابون، واقتحمت القوات النظامية منطقة برزة، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات فيها. كما نفَّذت القوات النظامية السورية حملة مداهمات واعتقالات في منطقة سابر بريف دمشق. وأضاف المرصد بأن الحملة أسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين على الأقل، وسُمعت فجر أمس أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مدينة دوما، ودخلت قوات نظامية سوريا إلى أحياء في المدينة، وانتشرت في محيطها بعد ذلك. وفي محافظة دير الزور قال مسؤول في المعارضة المسلحة إن الشرطة السورية قتلت اثنين من المحتجين أمس عندما فتحت النيران على حشد خرج لاستقبال مراقبي الأممالمتحدة في المحافظة. وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء عند دوار الإسكان وضاحية أبي الفداء بمدينة حماة، ولم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية. وفي صراع على السلطة داخل المجلس الوطني السوري (جهة المعارضة الرئيسية في سوريا) يتنافس الإسلاميون مع العلمانيين، والنشطاء المقيمون في الخارج مع نشطاء الداخل، على نحو يقوض ما يردده من أنه بديل للرئيس بشار الأسد. ومع مضي 14 شهراً على بدء الانتفاضة يقلل التناحر داخل المجلس الوطني السوري من احتمالات أن يحظى باعتراف دولي أو يحصل على أكثر من مجرد تأييد غير كامل في مواجهة الأسد. وعلى أرض الواقع لا يظهر المجلس أي مؤشر على السيطرة على المعارضة؛ إذ ينظم النشطاء الاحتجاجات بأنفسهم، ويقاتل المقاتلون من تلقاء أنفسهم وليس بناء على أوامر من أحد. ويقول البعض إن الخلافات داخل المعارضة السورية انعكاس للفوضى داخل سوريا ذاتها. وقال المعارض المخضرم فواز تللو «هناك وضع نمطي في المجلس الوطني السوري لا يختلف كثيراً عن حكم أسرة الأسد الشمولي القائم منذ أربعة عقود، الذي تريد الانتفاضة الإطاحة به». ويدور حالياً صراع داخلي حول منصب برهان غليون الذي عرض التنحي عن زعامة المجلس الذي يضم 313 عضواً في الأسبوع الماضي إذا أمكن التوصل إلى شخص بديل. وليس هناك ضمان لوجود مثل هذا الشخص.